طلاق وجنس وشراكة.. قصة عامين من “الحرام” انتهت بجثة مقطعة في “سرداب”
عامان من الحرام جمعا “هاني” وابنة منطقته “منار” بعد انفصالها عن زوجها، مارسا خلالها الجنس في منزلها تارة ومسكنه في غياب زوجته وطفلتيه تارة أخرى، تلك العلاقة التي توطدت لمشاركتها له في محل ترزي استأجره، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن العاشقّين، خلافات مالية وضعت نهاية القصة بجثة مقطعة دُفنت أسفل مصطبة أسمنتية بمحل “العالمي”، بأرض اللواء.
منذ 4 سنوات، توترت العلاقة بين “منار” وزوجها، ووصل قطار الزوجية إلى محطته الأخيرة بطلبها الطلاق، لتحمل لقب “مطلقة” رافضة الإقامة لدى أسرتها بمنطقة بولاق الدكرور، قبل أن تقرر العيش بمفردها داخل شقة بشارع اللبيني بمنطقة الهرم.
تعددت زيارات “منار” إلى منزل العائلة بعد تجربة زواج لم تكلل بالنجاح، لتقع أنظارها على ابن الجيران الذي فتنها بقوامه الممشوق وبشرته البيضاء، لتتذكر أيام الطفولة، ودار بينهما حوارا لم يخلُ من الهزار واسترجاع الذكريات، أخبرته بانفصالها عن زوجها وأنها تعاني الوحدة، وتعاهدا على اللقاء قريبا.
لم يمض وقتا طويلا حتى تقابلا، روت “منار” -التي كانت قد أتمت عامها الثلاثين آنذاك- مآسي حياتها الزوجية وخلافهما الدائم لكنها كانت تستمع لنصائح أسرتها بالحفاظ على عقد بيتها ألا تنفرط حباته، لكنها ضاقت ذرعا بافتقادهما التناغم، وبات الطلاق هو الحل.
رويدا رويدا تطورت العلاقة بين “هاني” و”منار”، وصارحته بمشاعرها التي تسكن قلبها فبادلها نفس الأمر، إلا أن العلاقة العاطفية أخذت منعطفا مختلفا عن مسارها، إذ مارسا الجنس في منزلها لتتعدد لقاءاتهما المحرمة -على مدار عامين- لتشمل فراش الزوجية عند مغادرة “أم العيال” في الصباح لزيارة أسرتها وتواجد ابنتيه في المدرسة.
منذ نحو 8 أشهر، اقترح صاحب الـ42 سنة على عشيقته مشاركته في محل “أتيليه العالمي” الذي استأجره منذ عامين مازحا: “علشان نشوف بعض براحتنا من غير ما حد يتكلم” لتشتري “منار” ماكينة خياطة نقلتها إلى المحل الذي يحظى بسمعة طيبة بين أهالي شارع مصطفى العسال الواقعة بين منطقتي أرض اللواء وبولاق الدكرور مقابل حصولها على نسبة من العائد الشهري.
مطالبات “منار” المالية بدأت تتزايد، خاصة مع حبها للمال، لتعرف المشكلات طريقها إلى “عشهما الحرام” حتى وصل الأمر تهديدها هاني بفضح علاقتهما وكشف المستور تزامنا مع ترك زوجته وابنتيه المنزل -منذ 10 أيام- لتفاقم الخلافات بينهما.
مساء الثلاثاء الماضي، دارت مكالمة هاتفية بين العشيقين حملت عبارات شديدة اللهجة من “منار” -التي تمتاز بقوة الشخصية- طالبته بتسوية تعاملاتهما التجارية خاصة مع قرب انتهاء عقد إيجار المحل لكن انتهى النقاش دون التوصل إلى حل فأخبرته بأنها سوف تحضر في الصباح الباكر للحصول على حقها.
لم تكذب ابنة الـ32 ربيعا خبرا، وصلت منزل “هاني” في تمام التاسعة والنصف صباح الأربعاء الماضي، لكن الزيارة جاءت مختلفة عن سابقيها -لم تشمل أي نوع من العلاقات الجنسية- شرر ينبثق من عينيها، وارتفع صوتها بألفاظ خارجة حمل بعضها إساءة لشخص “هاني” فأمسك مطواة، وتعدى بها عليها بمنطقة الوجه أملا في تحجيم غضبها.
قطرات الدم تسيل من وجه “منار” التي استشاطت غضبا، ليباغتها بلكمات وضربات متفرقة أملا في توقفها، إلا أن تشبثها بالحصول على حقوقها المالية كاملة دون نقصان زاد الأمر تعقيدًا، فسدد لها طعنة في البطن، وأحكم قبضته بكلتا يديه على قصبتها الهوائية حتى تأكد من وفاتها.
مع اقتراب وقت المغيب، بدت الأجواء طبيعية داخل قسم شرطة الهرم المتاخم لأحد عجائب الدنيا السبع، يستعد المقدم محمد الصغير رئيس المباحث لمغادرة القسم لتفقد الخدمات والحالة الأمنية بدائرة القسم، إلا أن سيدة استوقفته طالبة النجدة “إلحقني يا بيه بنتي اختفت من الصبح ومش عارفة أوصل لها” ليطمأنها الضابط ويطلب منها تحرير محضر تغيب وإلحاقه برقم هاتف ابنتها.
منذ مقابلته السيدة، ثمة شك راود رئيس مباحث الهرم بوجود لغز وراء اختفاء الفتاة، ليطلع العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة على الأمر، الذي وجه بتشكيل فريق بحث للوقوف على ملابسات الواقعة.
أولى خطوات رجال البحث الجنائي، كانت فحص علاقات “منار”، وتلتها مراجعة سجل مكالماتها خلال الساعات التي سبقت اختفائها، وتوصلت جهود النقيبين مصطفى لاشين ومحمد سعودي معاونا مباحث الهرم إلى أنها على علاقة عاطفية بترزي يقيم في منطقة أرض اللواء العجوزة، تزامنا مع تعدد اتصالاتهما، حسب تقرير شركة المحمول.
توجيهات اللواء محمد عبد التواب، نائب مدير مباحث الجيزة شملت توسيع عدد عناصر فريق البحث ليشمل ضباط قطاع الشمال بقيادة العميد عمرو طلعت -حيث محل إقامة الترزي- وأكدت تحريات العقيد عمرو البرعي مفتش مباحث وسط الجيزة مفاجأة من العيار الثقيل بوجود علاقة غير شرعية بين “منار” والمشتبه به الرئيسي.
“الواد ده لازم يتمسك النهاردة قبل بكرة” كلمات جاءت على لسان اللواء الألفي نائب مدير مباحث الجيزة، لتنطلق مأمورية قادها الرائد محمد نجيب معاون مباحث العمرانية والنقيب أحمد عادل رئيس نقطة أرض اللواء، تمكنت من ضبط “هاني” واصطحبته إلى قسم الهرم.
بثبات انفعالي عالٍ، وهدوء يحسد عليها، أنكر “هاني” معرفته مكان “منار” مؤكدا حسن علاقتهما “دي عشرة سنين وشريكتي في المحل” إلا أن المقدم محمد الصغير أنهى مسلسل مراوغته وكذبه لدى مواجهته بتفاصيل علاقتهما الجنسية فوقعت عليه كالصاعقة ليعترف بصوت متحشرج: “هي اللي وصلتني لكده.. عاوزة فلوس كل شوية وآخرتها هددتني بالفضيحة.. وصلتني لمرحلة إن لازم أنهي علاقتنا وأخلص منها”.
لحظات صمت حاول معها صاحب “أتيليه العالمي” استرجاع ما دار صبيحة اليوم المشؤوم عندما زارته “منار”، ليشير إلى أنه بعد قتلها: “حطيت جثتها في البانيو لحد ما النزيف يقف”، وجلس يفكر في طريقة للتخلص من الجثة حتى أحضر ساطورا وقطعها أجزاء “شربت سيجارة وقطعتها في ساعة ونصف” مضيفا أنه وضع أشلاءها في حقيبتين واتصل بصديقه “عبده.م”، طالبا منه الحضور لأمر هام.
عقب منتصف الليل، توجه الصديقان إلى المحل بواسطة توك توك بعد إعداد حفرة في أحد أركان المحل “أشبه بسرداب” بعمق مترين -حسب المعاينة- قاما بدفنها فيها، وصب طبقة من الأسمنت عليها ثم أحضر “هاني” عامل سيراميك بزعم عمل تجديدات في الأرضية.
واصطحبت قوة من قسم العجوزة المتهم إلى المحل، وتم استخراج الجثة، وأجرى فريق من النيابة العامة معاينة تصويرية للجريمة وسط حالة من الذهول انتابت الجميع مع تكشف حقيقة الأمر وانتشار رجال المباحث بطول الشارع الضيق.
مع انتشار الخبر كالنار في الهشيم، تناقل البعض روايات عدة حول أسباب الجريمة، لتؤكد 3 مصادر مسؤولة في في فريق البحث أنه لم يتم العثور على كاميرا سرية داخل “بروفة المحل” لتصوير الزبائن، نافيا ممارسة العشيقين الجنس داخل المحل، مؤكدا أن خلافا ماليا والخوف من الفضيحة كانا الدافع الرئيسي لارتكاب الجريمة التي حظيت باهتمام الرأي العام خلال الساعات الماضية، وأسدلت النيابة الستار بحبس “هاني” وصديقه على ذمة التحقيق تمهيدا لإحالتهما للمحاكمة الجنائية.