حلوى «غزل البنات».. من قصور الأثرياء إلى شوارع الأحياء الشعبية
غزل البنات، حلوى القطن، حلوى الجنية، حلوى الأثرياء»، جميعها مسميات لحلوى خرجت بالصدفة للعالم لتصبح الأقوى والأكثر انتشاراً في المدن الكبيرة والقرى البسيطة أيضاً، ورغم اختلاف الروايات حول اكتشافها، إلا أنه اجتمع الكبير والصغير على حبها وتناولها.
قصة حلوى غزل البنات
تعود قصة غزل البنات إلى القرن الخامس عشر، عندما قام مجموعة من الطهاة الإيطاليين بتصميم منحوتات تماثيل من السكر المغزول وتقديمها، عندما قام الملك هنري الثالث ملك فرنسا بزيارة رسمية إلى مدينة البندقية في إيطاليا.
كما كانت حاضرة حلوى القطن أو غزل البنات كما عرفت فيما بعد، في حفل زفاف نابليون؛ إذ قام الطاهي ماري أنتوني بعمل كعكة الزفاف من السكر المغزول.
وظلت هذه الحلوى قاصرة على الأغنياء والأثرياء؛ لأنها تحتاج إلى عدد كبير من العاملين لصنعها، وكميات من السكر.
«خيط الجنية»، أول آلة لصنع غزل البنات
وظلت غزل البنات حلوى الأثرياء إلى أن اخترع طبيب أسنان يدعى (ويليام موريسون)، وصانع الحلوى (جون وارتون)، آلة لتصنيعها وبالتحديد في عام 1897؛ ليتم عرضها على الجمهور للمرة الأولى في المعرض العالمي عام 1904 بعد عدة تجارب، وكانت تحمل اسم «خيط الجنية»، وقد حققت نجاحاً كبيراً، وتم بيع حوالي 68، 655 صندوق من هذه الحلوى بثمن 6 دولار مقابل كل صندوق.
حيث إن تلك الماكينة كانت تستطيع إذابة السكر مع أية مواد أخرى ملونة أو نكهات، وعن طريق قوة دفع مركزية، يمكن دفع خليط السكر المذاب إلى الحواجز الجانبية لعمل الجديلة التي تشبه جديلة القطن، وبعد أن يتم تجميع تلك الجدائل على عود بلاستيكي رفيع، تصبح جاهزة للبيع.
سبب تسميتها بـغزل البنات
تقول الرواية، إن سبب التسمية يرجع إلى أنه في عام 1400 ميلادي في إيطاليا، وضع أحد العاملين في صناعة الحلويات كمية من السكر في قالب معدني على نار هادئة، وحركها بشوكة خشبية لفترة قصيرة؛ فخرجت من القالب عدة خيوط هشة؛ فعمل على تجميعها؛ فسارعت بناته الصغيرات لمشاهدة ما أعد والدهن؛ فطلب حينها منهن تجميع الخيوط وغزلها لمساعدته ثم باعها في السوق، ومن هنا أطلق على هذه الحلوى اسم (غزل البنات)، ومنذ مائة عام مضت، وبالتحديد في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت تلك الحلوى بالانتشار في معظم بلاد العالم؛ حيث كانت تسمى في البلاد العربية غزل البنات.
أما في الغرب؛ فقد أطلق عليها في البداية اسم (fairy floss) أو غزل الجنية، ثم فيما بعد وفي عام 1920 عرفت باسم (Cotton Candy)؛ أي الحلوى القطنية، وأصبح هذا الاسم هو الأكثر شيوعاً لها.
حلوى أرستقراطية تصنعها النساء في المنزل
وكان هذا النّوع من الحلوى يقتصر على الفئة الأرستقراطيّة فقط، في وقتٍ نَدر به وجود السّكر ولم يتوفر لجميع الطّبقات، وكانت الأغلبية من النساء يقمن بإعداده بالمنزل عن طريق خلط السّكر مع الماء ووضعه على النّار حتى يذوب السّكر ويتكرمل وتقليبه بسرعةٍ كبيرةٍ، ووضع شوكةٍ مسنّنة في وسط الوعاء لتقوم بدورها بفصل السّكر وتشكيله كخيوطٍ رفيعة.
وقيل أيضاً، إنها حلوى تركيّة الأصل انتقلت إلى بلاد الشّام، ومنها إلى الدّول العربية المجاورة، ولقيت رواجاً كبيراً في المدن الغربية، والآن أصبحت في جميع الدول ينجذب إليها الأطفال والكبار، بعد أن تعددت ألوانها وأشكالها وطريقة تصنيعها.