في فلسطين حتى “الدواب” بحاجة إلى تصاريح!!
قرب الجدار الذي يسرق ويعزل أكثر من 4 آلاف دونم من أراضي بلدة الزاوية (17 كم) غرب سلفيت، تحبو الحاجة حمدة أبو نبعة (85 عاما) على الأرض، بعد أن أنهكها الزمن والشقاء، تستعين بيديها على المشي للوصول إلى أرضها المهددة بالمصادرة، والمحاطة بالأسلاك الشائكة والأبراج العسكرية والبوابات الحديدية.
بيدين لم تعرفا يوما غير جني الثمار والحصاد وقلع الأشواك وتنظيف الحجارة، تُمسك أبو نبعة السلك الشائك، في نظرة حسرة على مئات الدونمات التي تحولت لخراب وتآكلت، اهترأت أشجارها بفعل منع الاحتلال أصحابها من الوصول الدائم والمنتظم إليها، وفي بعض الأحيان حرمانهم للأبد من دوسها.
ولأن الاحتلال لا يُفرق بين حمار يستعين به صاحبه على فلاحة أرضه في بلدة الزاوية غرب سلفيت، وبين بقرة ترعى العشب في الأغوار، فالأول يحتاج تصريح عبور، والثانية لا تدري متى ينفجر لغم أرضي يفرقها عن الجمع، ميتة.
قبل ثلاثة أيام، أوقف جنود الاحتلال المتواجدون على إحدى البوابات الحديدية المنصوبة على الجدار الفصل العنصري، غرب وشمال البلدة، عدداً من المزارعين، وطلبوا منهم إظهار تصاريح العبور لدوابهم!