٦٠٪ من إجمالي عمليات تحلية المياه في العالم موجودة في دول الخليج العربي
كرّم المؤتمر الدولي للمياه والطاقة الرابع عدداً من العلماء والخبراء، أبرزهم العالم العراقي الدكتور رياض الدباغ، كأحد المتميزين في مجال المياه والطاقة، وتقديراً لدوره الريادي في هذا المجال ولسنوات طويلة. وكان المؤتمر قد ناقش أبحاثاً مبتكرة في مجال المياه والطاقة، ورافق المؤتمر افتتاح معرض الشركات العالمية المتخصصة بقطاعي المياه والطاقة، حيث عرضت الشركات اخر مبتكراتها وانجازاتها في حقلي المياه والطاقة. وشارك في المؤتمر باحثون وأكاديميون ورجال الأعمال والصناعة، من مختلف دول العالم، خصوصاً فرنسا والمملكة المتحدة وإندونيسيا وسنغافورا وغانا والهند ودولة الامارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور الدباغ، إن المياه في المنطقة العربية بشكل عام، وفي دول الخليج العربي بشكل خاص، تعتبر شحيحة، وتعتمد معظم دول الخليج على تحلية المياه، ولهذا السبب فإن 60% من إجمالي عمليات تحلية المياه في العالم هي في دول الخليج العربي، تتصدرها السعودية ودولة الإمارات.
ولفت إلى أن أسباب مشكلة المياه في الخليج العربي تكمن في زيادة عدد السكان والنهضة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وطبيعة المناخ الجاف، بالإضافة إلى السحب المتزايد للمياه الجوفية.
وتابع: إن أهم الخطوات الواجب اتخاذها للحفاظ على المياه، تكمن في ضرورة التوعية المستمرة، من خلال كافة الوسائط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والمدارس والجامعات، لترشيد استهلاك المياه والطاقة، وينطبق ذلك على الأفراد والدول، لأن الهدر في استخدام المياه والطاقة ازداد بشكل كبير جداً، وكما نعلم فإن كمية المياه الموجودة على الأرض محدودة جداً، والحاجة إليها تزداد باستمرار، وأكثر مستهلك للمياه هي الزراعة، حيث تستهلك ٧٠% من إجمالي مياه الأرض، تليها الصناعة التي تستهلك ٢٠%، والمتبقي وهو ١٠% يذهب للاستهلاك البشري.
وأكد على أهمية دور المؤسسات التعليمية في عملة التوعية، فالتعليم يعتبر الوسيلة الأكثر فاعلية التي يمتلكها المجتمع ليواجه بها تحديات المستقبل، لأن طالب اليوم هو صانع قرار الغد، وهو الذي سيتحمل المسؤولية لكل التغيرات التي ستطرأ في المستقبل.
وبخصوص حروب المياه، واضح أن هناك توقعات لحدوث حروب يكون من أسبابها الحقيقية المياه، لأن المياه شريان الحياة، والمناطق المرشحة لمثل هذه الحروب هي الدول المتشاركة بالأنهار، وأول هذه المناطق هي منطقة حوض نهر النيل، الذي تشترك به مجموعة من الدول، والخاسر الأكبر هي مصر، لأنها تعتمد على ما يأتيها من الدول الأخرى، كالسودان وإثيوبيا وتشاد التي تقوم ببناء السدود وحصر المياه في بحيرات صناعية في محاولة للإضرار بمصر وتقليل حصتها المائية، وآخر هذه السدود هو سد النهضة الذي سبب العديد من المشاكل لمصر، ولا تزال هذه المشاكل قائمة ولم تحسم.
ولفت إلى أن المنطقة الثانية المرشحة هي حوض دجلة والفرات، والذي يشارك فيه كل من العراق وسوريا وتركيا، حيث تقوم تركيا بتنفيذ مشروع الكاب، الذي يتضمن إنشاء ١٢٠ سداً على كلا النهرين، وأحد هذه السدود هو سد أتاتورك الذي تقدر قدرته التخزينية ٤٨.٨ مليار متر مكعب من المياه، والذي ابتلع ثلث نهر الفرات خلال مرحلة ملء البحيرة الصناعية التابعة له.