بالفيديو / من الفقر الى العالمية قصة “سويتشيرو هوندا ” مؤسس شركة هوندا للمركبات
اسس سويتشيرو هونداشركة هوندا للمركبات رغم انه نشأ في عائلة فقيرة ،وكان من فرط فقر عائلته أن خمسة من إخوانه توفوا نتيجة سوء التغذية ولانعدام الموارد المادية والاقتصادية.
وفي مستهل حياته، عانى هوندا من الفشل الدراسي؛ ما دفعه إلى ترك المدرسة وهو في الصف الدراسي الثامن، متوجهًا إلى العمل.
أثناء عمل هوندا في ورشة صغيرة لصيانة السيارات، اكتشف شغفه بمجال الميكانيكا.وبالرغم من صغر سنه، إلا أنه تابع شغفه، واقترض مبلغًا من المال لصناعة حلقات صمام للسيارات.
سعى هوندا للترويج لمنتجه الجديد لدى شركة “تويوتا” اليابانية الشهيرة في مجال صناعة السيارات، إلا أنها رفضت شراء منتجه، بدعوى عدم استيفائه للشروط اللازمة.
بدلًا من أن يدفع هذا الرفض “هوندا” لليأس والإحباط، عزم على العودة مجددًا للدراسة؛ كي يُنمي مهاراته ويطور من تصميم الصمامات التي أنتجها، فمكث عامين بذل فيهما قصارى جهده؛ حتى تمكن من تطوير منتجه بالمقاييس التي دفعت “تويوتا” للتعاقد معه، قضى العقد المبرم بين هوندا وشركة “تويوتا”، إمداد الأخيرة بعدد كبير من الصمامات؛ ما دفعه للتفكير في بناء مصنع لضخ تلك الكميات.
وفي هذه الأثناء- وبينما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية- رفضت الحكومة اليابانية إمداد “هوندا” بالأسمنت اللازم لتشييد مصنعه، لم ييأس “هوندا”، وقرر إنتاج الأسمنت بنفسه مستعينًا ببعض معاونيه، فتمكن بالفعل من بناء مصنعه الجديد؛ لتدور عجلة الإنتاج.
وبينما أخذت عملية الإنتاج في النمو، تعرض المصنع لقصف جوي –جرَّاء الحرب- تسبب في دمار أجزاء منه؛ فأعاد “هوندا” ترميمه، ثم لم تمضِ أيام حتى قُذف المصنع مرة أخرى؛ ليعاود الشاب البطل ترميم المصنع للمرة الثانية؛ حاذفًا من قاموس حياته كلمة “مستحيل”، وبعد تكرار عملية ترميم المصنع مرتين، تعرضت اليابان لهزة أرضية، جعلت المصنع حطامًا؛ فباع “هوندا” فكرة الصمام لشركة “تويوتا” مُقابل مبلغ من المال.
تعرضت اليابان لأزمة كساد اقتصادي، أدت إلى ندرة شديدة في إمدادات البنزين؛ فخلق “هوندا” من قلب تلك الأزمة فرصة جديدة مستغلًا خبرته وحبه لمجال الميكانيكا، فعكف على تطوير دراجات هوائية تعمل بـ”الكيروسين” بدلًا من البنزين؛ فلاقى ابتكاره إقبالًا منقطع النظير، تهافت على شرائه كثيرون.
في مرحلة لاحقة، شيد “هوندا” مصنعه الجديد لصنع المحركات اللازمة لابتكاره الجديد؛ فحقق نجاحًا مبهرًا، نقله إلى العالمية؛ إذ أنتج كميات ضخمة من الدراجات النارية أيضًا، خصص جزءًا منها للتصدير، وأسس هوندا شركته 1948 في اليابان، فحققت منتجاتها رواجًا واسـع النطـاق على مستوى العالم.
وفي عام 1968، باعت شركة هوندا مليون دراجة نارية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، فيما نال “سيكيرو هوندا” جـائــزة إمـبراطـور اليابان.
حينما بلغ “هوندا” 63 عامًا تنحى عن منصب رئاسة الشركة، وحرص على إدراج الكوادر الشابة بها؛ ليكرس حياته للخدمات العامة، وفي الخامس من أغسطس عام 1991، توفى “هوندا” إثر إصابته بالفشل الكلوي، تاركًا درسًا ثمينًا في الطموح الذي لا حدود له.
تُعد شركة هوندا -في الوقت الراهن- إحدى أهم إمبراطوريات صناعة السيارات في اليابـان والعالم، ويعمل بفروعها نحو 100 ألف عامل في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان فقط.