مطلوب دولياً وجاء للسلطة على دبابة الترابي.. من هو عمر البشير؟
حَكم الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير (75 عاماً) السودان نحو 30 عاماً، بعد أن وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري دعمه الإسلاميون عام 1989، ليُنهي بذلك الديمقراطية الوليدة حينها.
تولى البشير السلطة وكان السودان أكبر دولة عربية وأفريقية، كما يعد صاحب أطول فترة رئاسة في البلاد منذ استقلالها عن مصر وبريطانيا عام 1955.
وُلد البشير في قرية “حوش بانقا” بريف شندي في 1 يناير 1944، وتخرج في الكلية الحربية السودانية عام 1967. كما شارك ضمن القوات السودانية في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية بماليزيا 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987.
عمِل بالقيادة الغربية من عام 1967 وحتى 1969، ثم القوات المحمولة جواً من 1969 إلى 1987، إلى أن عُيِّن قائداً للواء الثامن مشاة مستقل خلال الفترة من 1987 إلى 30 يونيو 1989، وهو تاريخ انقلابه على حكومة “حزب الأمة” التي جاءت إلى السلطة بانتخابات حرة جرت عام 1985، بعد أن أطاح الشعب السوداني بالرئيس الأسبق جعفر نميري، الذي حكم السودان بقبضة فولاذية 16 عاماً.
واللافت أن انقلاب البشير نفذه بالتعاون مع حسن الترابي زعيم “الجبهة الإسلامية”، في سابقة عربية، وهي نجاح انقلاب بالتعاون مع إسلاميين لا قوميين واشتراكيين.
استمر التحالف بين البشير ورفيق دربه في الانقلاب (الترابي) إلى عام 2000، وكان يُنظر إلى الأخير على أنه الحاكم الفعلي للبلاد، إلا أن البشير قرر في ذلك العام الطلاق معه بعد سلسلة خلافات طويلة، ليتحول الترابي إلى أشرس معارضيه لحين وفاته عام 2016، كما أسس البشير حزب المؤتمر الوطني بديلاً عن “الجبهة الإسلامية”.
تحديات واجهها
أكبر تحدٍّ خارجي واجهه البشير تمثَّل في علاقته مع الولايات المتحدة خلال أزمة استضافته زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الفترة ما بين 1991 و1996، حينها حوصر السودان حتى اضطر البشير إلى إبعاده إلى أفغانستان.
وفي عام 1998، قصفت واشنطن مواقع مختلفة في السودان، عقب هجمات نيروبي وتنزانيا التي استهدفت المصالح الأمريكية فيهما، متهمةً الخرطوم بتوفير الحماية لمُنفذي الهجمات والمخططين لها، كما وضعتها على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
سيذكر التاريخ أن البشير أول رئيس تُصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه في مارس عام 2009 وهو بالسلطة، متهمةً إياه بخمس جرائم ضد الإنسانية وجريمتي حرب و3 جرائم إبادة جماعية، بسبب إجراءاته العسكرية ضد الانفصاليين في دارفور.
كما سيذكر التاريخ أنه تسلَّم السودان دولة واحدة ليسلِّمها دولتين، ففي عام 2005 وقَّع مع زعيم جنوب السودان جون قرنق اتفاقية السلام، مُنهياً الحرب التي بدأت عام 1983 وراح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون من المدنيين. وفي عام 2011 استقلَّ جنوب السودان، في سابقة عربية أيضاً.
وفي 18 ديسمبر 2018، بدا ما كان يتفاخر به البشير من أرض صلبة يسير عليها وهماً، حيث زلزلت الأرضَ أصواتُ الجماهير الغاضبة بسبب الحالة المعيشية السيئة التي مرت بها البلاد، وكما جاء بانقلاب على ثورة جاءت ثورة لتطوي صفحة أطول رؤساء السودان حكماً وأكثرهم جدلاً.
ومما رآه متابعون صفحة سوداء بتاريخ البشير، زيارته رئيس النظام السوري بشار الأسد، التي صادفت يوم بدء الاحتجاجات في الخرطوم (18 سبتمبر 2018)، إذ واجه انتقادات عربية لاذعة اتهمته بالاستهانة بأرواح نحو 300 ألف سوري أبادهم نظام الأسد.