تعرَّف على السجن الذي سيقضي فيه سفاح نيوزيلندا بقية حياته
لا يُسمح للمتهم بإطلاق النار داخل مسجدين في كرايست شيرش سفاح نيوزيلندا الذي استشهد على إثرها 50 شخصاً بينهم 4 أردنيين، بمطالعة الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو سماع الراديو، في خطوةٍ تحرمه من متابعة أخبار وتداعيات الجريمة الوحشية.
وحسب موقع Stuff النيوزيلندي، فإنه إلى جانب حظر وسائل الإعلام عنه، فإن سفاح نيوزيلندا يقبع في حجز انفرادي تحت المراقبة على مدار الساعة، ولا يُسمح لأحد بزيارته.
أين يُعتقل؟
لم تُفصح السلطات عن مكان احتجاز سفاح نيوزيلندا، حيث ينتظر جلسة محاكمته القادمة في كرايستشرش، سوى بقول إنه في «منشأة أمنية متخصصة”.
يعتقد موقع Stuff النيوزيلندي أن المتهم موجود في مدينة أوكلاند، بالتحديد داخل السجن الوحيد مشدَّد الحراسة في البلد، على بُعد 25 كم شمالاً من وسط المدينة.
يُعتبر سجن أوكلاند، في منطقة باريموريمو الريفية، معقلَ أكثر الجناة عنفاً في البلاد.
وقالت إدارة الإصلاحيات التي تدير قطاع السجون في نيوزيلندا إنها عملت مع “أجهزة أمنية أخرى” لنقل السجين من كرايستشرش.
بينما رفض الوزير، كلفن ديفيس، المسؤول عن قطاع السجون، الإجابة عن أسئلة حول طريقة معاملة سفاح نيوزيلندا، الثلاثاء 19 آذار 2019.
وقال: “لن أتطرق لأي مسائل تتعلق بالعملية. تذكَّروا دائماً أن سلامة ضباط الإصلاحيات هي الأهم، ولن أقول أي شيء قد يغامر بها”.
افتُتح جناح جديد في سجن أوكلاند، يضم 260 زنزانة، بتكلفة 300 مليون دولار، في تموز العام الماضي.
وبني هذا الجناح بموجب عقد شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، ويتضمَّن أول “حديقة حسية” للسجناء.
إلى جانب أخطر المجرمين
ويُعتبر هذا السجن معقل المجرمين الأكثر صيتاً، وأولئك الذين يقضون عقوبات طويلة الأمد؛ إذ يقبع خلف أسواره المغتصب المتسلسل، والمتهم الآن بالقتل، مالكولم ريوا.
ويقضي مالكوم عقوبة تصل إلى 22 عاماً، في تهم اغتصاب واعتداء جنسي ضد 25 امرأة.
ومن المقرر الحكم على ريوا بتهمة قتل سوزان بورديت، الأسبوع المقبل. وإلى جانب مالكوم، يقضي
ويليام بيل أيضاً أطول عقوبة سجن في البلاد، وهي السجن مدى الحياة، بحد أدنى يصل إلى 30 عاماً داخل هذا السجن، لقتله ثلاثة من العاملين بحانة Mt Wellington-Panmure RSA عام 2001.
ويقبع هناك أيضاً ليام ريد، الذي يمضي فترة حبس احتياطي في انتظار محاكمته بتهمة اغتصاب وقتل إيما أجنو (20 عاماً)، من كرايستشرش، واغتصابها مرة أخرى بعد قتلها، إلى جانب محاولة قتل فتاة من دنيدن.
ولاحقاً شهد السجن زواج ريد من المحامية السابقة دافينا موراي.
وإلى جانب هؤلاء، يقضي غراهام برتون خلف أسوار السجن عقوبة بالسجن مدى الحياة، مع عدم إطلاق السراح المشروط قبل 26 عاماً، بتهمة قتل كارل كوشنبيكر.
وحُكم عليه أيضاً بالحبس الاحتياطي بسبب هجومه على عضو بارز بعصابة داخل السجن، في كانون الأول 2008. فقد أُدين غراهام العام الماضي بمحاولة قتل سجين يدعى دواين مارش، وهو عضو بعصابة Head Hunters في كانون الأول 2008.
طعام رديء وحياة رتيبة جداً
لا أحد يعرف زنازين سجن أوكلاند من الداخل، أفضل من آرثر تايلور، إنه واحد من سجناء نيوزيلندا الذين قضوا أطول فترة عقوبة، وأُطلق سراحه في شباط الماضي. أمضى الرجل البالغ من العمر 62 عاماً، 40 عاماً، على الأقل، خلف القضبان.
وقال تايلور لموقع Stuff إنّ المتهم يعيش “حياة رتيبة، وحيداً” أثناء فترة سجنه، مضيفاً: “هذا الشاب ليس لديه شيء رائع ليتطلّع إليه.
سوف يأكل من أجل أن يعيش، لا أظن أنه سيستمتع بذلك”. وعلى الأرجح سيقضي سفاح نيوزيلندا برينتون تارانت منفذ هجوم كرايستشرش الإرهابي فترة عقوبته في حبس انفرادي.
وقال تايلور: “في وحدة المعرضين للمخاطر، سيُغلق عليه اليوم كله تقريباً، لا يُسمح لهم حتى بقراءة الكتب”.
وأضاف: “إنه وجود عقيم للغاية، ستستخدم الأكواب البوليستر لتغرف الطعام في فمك. لن يكون لديه اتصال بأحد، فقط حراس السجن، سيكون حبساً انفرادياً بكل معنى الكلمة”.
وفيما يتعلق بالطعام المقدَّم، لخَّص تايلور قائمة طعام مطبخ السجن في كلمة واحدة، “رديء”! قال تايلور: “تحصل يوم الأحد على فطيرة صغيرة وبطاطس غير مهروسة حتى.
إنها أسوأ مما يقَدَّم في أسوأ مطاعم الفطائر”، مضيفاً: “تحصل على 11 قطعة من الخبز يومياً. وأفضل أنواع اللحوم هي النقانق، كما أنها ليست جيدة جداً”.
الحبس الانفرادي
بحسب البيانات الصادرة عن السجن، الإثنين 18 آذار 2019، يقبع 587 سجيناً داخله، لكن إدارة الإصلاحيات لم تُشر إلى عدد السجناء الموجودين في الحبس الانفرادي.
يُسمح لسجناء الحبس الانفرادي بالخروج من زنازينهم ساعة يومياً، على الأقل، تحت مراقبة كاميرات الأمن و/أو أفراد الأمن.
وعلى الرغم من ذلك، لا يُعامَل كل السجناء الموجودين في الحبس الانفرادي بالطريقة نفسها.
قد يُسجن سفاح نيوزيلندا انفرادياً، بسبب الخطر المحدق الآتي من آخرين، أو هؤلاء الذين يشكلون خطراً على زملائهم أو على أنفسهم.
ولدى السجن خطة إدارة تتعامل مع كل حالة حبس انفرادي على حدة، وتحدد نوع الزنزانة التي يشغلونها، وما لديهم داخل زنازينهم.