ترويج الفرص الاستثمارية في الهند أمام المستثمرين الإماراتيين

عقد في دبي مؤخراً اجتماع ضم عدداً من كبار قادة مجتمع الأعمال والمستثمرين من الإمارات العربية المتحدة والهند لبحث تعزيز الترويج للفرص الاستثمارية بين البلدين والارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية في مجالات عديدة يتصدرها الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار والعلوم والتجارة والأبحاث الأكاديمية برؤية تنموية ومستدامة.

وجرى خلال اللقاء استعراض مشروع “مركز مدينة المعرفة” (Markaz Knowledge City)، الذي سيدخل حيز التشغيل بكامل طاقته هذا العام في كيرلا، والذي يشهد بالفعل إقبالاً لافتاً من قبل المستثمرين في دولة الإمارات. حيث يمتد المشروع الأيقوني على مساحة 3 ملايين قدم مربعة وبقيمة استثمارية تقدر بـ 435 مليون دولار. ويعد مشروع مدينة المعرفة هو الأول من نوعه من المدن الأكثر ابتكاراً وتطوراً في تاريخ ولاية كيرلا، وقد تم تصميم المدينة كنموذج رائع  يلبي احتياجات نمط حياة كاملة، وتنقسم منطقة المشروع إلى 3 مناطق رئيسية هي: المنطقة التعليمية والمنطقة الإقتصادية والمنطقة السكنية.

وقال الدكتور “محمد عبد الحكيم الأزهري”، العضو المنتدب لمركز مدينة المعرفة: “نهدف من خلال هذا المشروع للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع العقاري بشقيه التجاري والسكني في الهند أمام مجتمع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتقدمة، يمكن لدبي أيضاً أن تشكل بوابة رئيسية لنا للترويج لمقومات مدينة المعرفة أمام المستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، بما يتيح لهم تنويع محفظة استثماراتهم وضمان عائدات مرتفعة عليها “.

وأضاف أن هذا المشروع الطموح الذي يتم كشف النقاب عنه اليوم يمثل معلماً أيقونياً للترويج لثقافة الهند، مشيراً إلى أن الافتتاح الرسمي لمدينة المعرفة مع جميع المشاريع المرتبطة بها سيقام في شهر مارس من العام 2020، يصاحبه الكشف عن أكبر مركز ثقافي في الهند، مؤكداً أن المركز الثقافي، الذي يجري تطويره بلمسات جمالية مستوحاة من تراث السوق العربي الأصيل، من شأنه أن يضع ولاية كيرلا على خارطة الثقافة العالمية.

وبدوره، قال الدكتور “عبد السلام محمد”، الرئيس التنفيذي لمركز مدينة المعرفة والعالم السابق في منظمة أبحاث الفضاء الهندية “إسرو”: “يأتي مشروع مركز مدينة المعرفة مكملاً لجهودنا في استعراض المقومات وتهيئة المناخ الجاذب لنمو واستدامة أعمال المستثمرين ومواكبة تطلعات مجتمع الأعمال في الإمارات، وذلك انطلاقاً من حرصنا على ضرورة تعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال في البلدين لتحقيق الاستفادة القصوى من الاستثمارات المتبادلة والذي بدوره يساهم في دعم القطاع الاقتصادي لكلا البلدين”.

ولفت د. عبد السلام إلى أن الإمارات تعد أكبر الشركاء التجاريين العرب للهند، مؤكداً ضرورة تعزيز اللقاءات الفاعلة بين المستثمرين ورجال الأعمال من البلدين للتباحث في جميع فرص التعاون الاستثماري وإطلاق مشاريع اقتصادية حيوية تصب في مصلحة الشريكين الاستراتيجيين، حيث تشير الأرقام الرسمية الأخيرة إلى بلوغ حجم الاستثمارات الإماراتية في الهند 10 مليارات دولار مع تعهد إماراتي بضخ 75 مليار درهم في البنية التحتية بالهند، فضلاً عن 5 مليارات دولار تعتزم الإمارات ضخها في قطاع الزراعة الهندي خلال السنوات الثلاث القادمة.

ويعد مشروع ” مركز مدينة المعرفة ” من إحدى الأنشطة الهامة التي تبناها مركز الثقافة السنية الإسلامية سيراً على التطورات الطبيعية التي شهدتها هذه المؤسسة خلال العقود الماضية في مجال التربية والرعاية الصحية، ويتوقع أن يكون نبراساً في تطوير إقتصاد قائم على المعرفة في جو مليئ بالوئام والسلام  قادر على التماشي مع نمط الحياة التي يسود فيه القيم الأخلاقية السامية.

وتقع هذه المدنية في منطقة “كايتابوييل” في موقع خلاب تحيط به الجبال وفي الوادي الخضراء المورقة على بعد 40 كم من مدينة كاليكوت التاريخية و 46 كم من مطار كاليكوت الدولي. ومن المتوقع أن تكون مدينة المعرفة  هي الأولى من المدن الأكثر ابتكاراً وتطوراً في تاريخ ولاية كيرلا، وقد تم تصميم المدينة كنموذج رائع  يلبي احتياجات نمط حياة كاملة. وتنقسم منطقة المشروع  والتي تبلغ مساحتها 120 فدان الى 3 مناطق رئيسية وهي المنطقة التعليمية والمنطقة الإقتصادية والمنطقة السكنية. كما أن عدد السكان المتوقع  يبلغ 20.000 نسمة، كما يتم توافر 20000  فرصة عمل شاغرة من خلال المشروع بشكل مباشر و 100.000 بشكل غير مباشر.

وتستهدف المنطقة التعليمية إعداد قادة المستقبل بتوفير وسائل التعليم الحديثة في بيئة من التميز، حيث يمكن توافد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من مختلف أنحاء العالم، وذلك عبر تطبيق كافة المعايير الدولية في مجال التعليم والتربية، والتي تتيح بيئة ملائمة من خلال خلق جو مناسب يلهم حب التربية والتعليم واحترام التنوع الثقافي وإحساس قوي بالمسئوليات الإجتماعية. وستكون هذه المنطقة محوراً للمعارف ومركزاً للثقافات في قلب هذه المدينة.

أما على صعيد المنطقة الاقتصادية، فتخطط مدينة المعرفة إلى تطوير المجال الإقتصادي من خلال أسس قائمة على التعليم والتربية وتوفير حلول شاملة لمنظمات العلوم والتكنولوجيا، ويجري تطوير المرافق التالية في مدينة المعرفة لتلبية هذه المتطلبات. ويجري بناء المنطقة مع تسهيل كافة الفنون في وادي سايبر دعماً للقطاعات المتعددة مثل تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية ومراكز التميز. وتضم المنطقة الاقتصادية أيضاً فنادق 5 نجوم ومركز مؤتمرات يشمل قاعة المعارض  وغرف التجارة، ومركز تجاري بمساحة 250،000  قدم مربع يشمل ركناً للمواد الغذائية ومنافذ للسلع المحلية والدولية.

ويتم تحديد مستوى المعيشة داخل مدينة المعرفة وفقاً لأرقى للمعايير الدولية، وقد خصصت المنطقة السكنية داخل مدينة المعرفة لتوفير أسلوب حياة مثالي مع القيم الأخلاقية السامية. وتتسع المنطقة السكنية في مدينة المعرفة لأكثر من 20 فدان من مساحة خضراء في المحيط الجنوبي ذات مناظر خلابة  على محط نظر مشاهد المدينة بأكملها ، وتتكون من 750 شقة من نوع غرفة نوم واحدة واثنتين وثلاث، كما تضم فلل ذات الطابقين ممزوجة بالطبيعة مع عمارة معاصرة لحياة ممتعة مفعمة بالحيوية.

ومن بين المسؤولين الحاضرين في اللقاء “علي كونجي مولافي”، رئيس مجلس إدارة مدرسة اليف الدولية، و”شبير علي”، مدير عام لاندمارك بيلدرز، و”ام كيه شوكت علي” العضو المنتدب لدى فيز ان هوتيل، والدكتور “حافظ محمد شريف”، العضو المنتدب لشركة ايمبتش، و”حبيب رحمن” العضو المنتدب لشركة تالن مارك ديفيلوبرز، و”عبد الرحمن” العضو المنتدب لشركة ديجيتال بريدج انترناشيونال.

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى