واشنطن تنتظر موقفا فعليا من إيران لتحدد الردّ
قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، إن بلاده ستنتظر خطوات إيران الفعلية بعدما أعلنت الأخيرة تعليق تنفيذ بعض تعهداتها في الاتفاق النووي.
وأوضح بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني جيريمي هنت في لندن” “أعتقد أنه ملتبس في شكل متعمد” مضيفا “علينا أن ننتظر ماذا ستكون خطوات إيران الفعلية” قبل تحديد الرد الأميركي.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن بلاده ستستأنف تخصيب اليورانيوم بمستوى مرتفع إذا لم تف القوى العالمية بتعهداتها بمقتضى الاتفاق النووي، وذلك ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق قبل عام.
وأضاف، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أن بقية الدول الموقعة على الاتفاق، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، أمامها مهلة 60 يوما لتنفيذ تعهداتها بحماية القطاع النفطي والمصرفي بإيران من العقوبات الأميركية.
وحذر روحاني من رد حازم إذا أحيلت القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، لكنه قال إن طهران مستعدة للتفاوض بشأن برنامجها النووي. وأشار أيضا إلى أن بلاده لن تبيع بعد الآن اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة لدول أخرى.
وقال تيم موريسون، المساعد الخاص للرئيس الأميركي وكبير مسؤولي شؤون أسلحة الدمار الشامل والدفاع البيولوجي، إن الولايات المتحدة تعتزم فرض مزيد من العقوبات على إيران.
وأوضح بالقول: “توقعوا المزيد من العقوبات قريبا. قريبا جدا”، مشيرا إلى أن بلاده لم تفرغ بعد من فرض عقوبات على إيران.
وقال خبراء في مجال الحد من الأسلحة النووية إن الخطوات التي أعلنتها إيران الأربعاء تبدو وقد حُددت بعناية لتجنب فرض عقوبات جديدة عليها بموجب آلية في الاتفاق.
وقال مارك فيتس باتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن إيران لم تقترب بعد من تجاوز الحد المسموح به لمخزون اليورانيوم منخفض التخصيب، وإن مخزون الماء الثقيل يعد قضية بسيطة نسبيا.
وأضاف “تخصيب (اليورانيوم) إلى 20 في المئة سيؤدي لفرض عقوبات بالتأكيد”.
وشهدت الأسابيع السابقة للذكرى الأولى لانسحاب ترامب من الاتفاق تشديدا كبيرا للعقوبات الأميركية وزيادة التوترات على جبهات أخرى.
وبدءا من هذا الشهر، أمرت واشنطن فعليا دول العالم بالتوقف عن شراء النفط الإيراني أو مواجهة عقوبات.
وألغت إدارة ترامب إعفاءات كانت تسمح لبعض الدول مواصلة شراء النفط من إيران وتسعى إلى خفض صادرات الخام الإيراني إلى الصفر.
كما أدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قائمة سوداء بوصفه منظمة إرهابية.
وردت طهران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر فيه نحو ثلث صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا، إذا مُنعت سفنها من استخدامه.
وأعلنت واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الخليج لمواجهة ما تقول إنها تهديدات إيرانية.
وتقول طهران إن إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن ما هو إلا استبدال لحاملة طائرات أخرى في إطار تبديل مقرر مسبقا، ووصفت الإعلان بالنبأ القديم.