لاعب سلة مسلم يخوض نهائيات الدوري الأميركي في رمضان وموقفه من أردوغان
منير حرب- يخوض لاعب كرة السلة التركي (الحاصل على الجنسية السويسرية) أنيس كانتر، لاعب فريق بورتلاند ترايل بليزيرز، المنافس في دوري كرة السلة الأميركي NBA، التحدي الأكبر في مسيرته – حسب وصفه – بسبب خوض منافسات النهائيات الإقصائية لدوري السلة الأميركي، وتزامنها مع فترة صيام شهر رمضان.
ولعب كانتر كرة السلة خلال شهر رمضان من قبل، لكن لم يصادف أن حصل ذلك أثناء أهم فترة في موسم كرة السلة الأميركي، وهي فترة التصفيات النهائيةPlayoffs.
ويخوض فريقه منافسات الدور نصف النهائي للمنطقة الغربية أمام فريق دنفر ناغتس، ويتعادل الفريقان بثلاثة انتصارات لكل فريق، على أن تقام المباراة الفاصلة والأخيرة لتحديد المتأهل لنهائي المنطقة الغربية مساء اليوم (الأحد).
ويحكي كانتر في تصريحات صحافية، تناقلتها وسائل الإعلام الأميركية، تجربة خوض المباريات المصيرية للموسم أثناء الصيام، فيقول: «رمضان هذا العام مختلف عن أي تجربة عرفتها على الإطلاق، لأنه يتزامن مع التصفيات المؤهلة إلى نهائي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين».
ويضيف: «أختبر هذا العام حدود قوتي الجسدية، بطريقة لم تكن لديّ من قبل… لكني أدركت إمكاناتي وكيف يمكن أن تتحول القوة الداخلية إلى النصر».
ويحكي كانتر أن التزامه بالصيام يثير فضول زملائه في الفريق حيث إنه قبل المباراة الخامسة في سلسلة نصف النهائي ضد فريق دنفر ناغتس، يوم (الخميس) الماضي، أخذ زملاؤه يتابعونه بغرابة، وهو يفطر قبل المباراة، ويأكل 6 حبات من الفول السوداني وشطائر الزبدة، ثم يأخذ مسكناً للألم لعلاج كتفه المصاب.
وقال كانتر إن زملاءه سألوه بطريقة مرحة، إذا كان يستطيع أن يتبعهم إلى أرض الملعب والاشتراك في المباراة، فأجابهم ضاحكاً: «اخرجوا لأرض الملعب، وابدأوا في الإحماء، وسأنضم إليكم بعد أن أكمل الطعام»، مضيفاً أن الصيام جعله «يشعر بالرضا».
ويؤكد كانتر أنه يريد أن يكون مثالاً جيداً للأطفال في كل مكان، وأن يظهر لهم أنهم بإمكانهم التألق في التحديات الكبيرة، مثل تحدي صيام رمضان مع تصفيات الدوري الأميركي للمحترفين.
وأضاف كانتر أنه راسل مؤخراً أسطورة الدوري الأميركي للمحترفين حكيم عليوان، اللاعب الأميركي المسلم ذا الأصول النيجيرية الفائز باللقب مرتين مع فريق هيوستن روكتس، الذي قدّم له بعض الإرشادات التي يحتاجها حول المثابرة في مرحلة ما بعد شهر رمضان.
ويحكي كانتر أن من أبرز التحديات التي تواجهه هو التعامل مع الأخبار «المزعجة» التي تأتي من عائلته وأصدقائه في تركيا؛ حيث يعانون من الاستبداد في ظل نظام إردوغان، حسب قوله.
ومعروف عن كانتر انتقاده الدائم لسياسة إردوغان، وكان مكتب المدعي العام في إسطنبول قد أعدّ طلب استرداد بحق كانتر، الذي يتهمه النظام التركي بأنه على علاقة برجل الدين فتح الله غولن، الذي يتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقراً له، ويتهمه النظام بتدبير محاولة الانقلاب في عام 2016.
وألغى كانتر زيارة مع فريقه إلى العاصمة البريطانية لندن لخوض مباراة استعراضية في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقرر البقاء في الولايات المتحدة، خوفاً من تعرضه للاغتيال في بريطانيا.
وقال وقتها: «الحكومة التركية مهووسة بي… أتحدث علناً ضد الرئيس إردوغان، ولذلك لا أشعر بالأمان».”
الشرق الاوسط”