بعد قرار معاقبة “هواوي”.. شركات أميركية في مرمى بكين
يعتقد محللون أن قرار إدارة ترامب بحظر استخدام الشركات الأميركية لمعدات الاتصالات التي تصنعها شركات تمثل تهديدا للأمن القومي، قد يشعل حربا تقنية بين واشنطن وبكين، وقد تكون كل من “هواوي” و”أبل” كبشا الفداء فيها.
وقالت وزارة التجارة الأميركية، الأربعاء، إنها أضافت “هواوي تكنولوجيز “و70 شركة تابعة لها، إلى ما يُطلق عليه “قائمة الكيانات الخاصة بها”، في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات أميركية دون موافقة مسبقة من الحكومة.
وبحسب المحلل الاستراتيجي في شركة “كريتيف ستراتيجيز” تيم باغارين، فإن هناك حملة منظمة لإلصاق تهمة التجسس لصالح بكين في هواوي، وهو أمر غير مثبت، ولن تسكت عنه الصين، وفق ما نقل موقع “بزنس إنسايدر”.
وعن أساليب الانتقام الصينية من القرار الأميركي، أوضح باغارين: “قد تحظر الصين ببساطة المنتجات الأميركية في أسواقها”.
وأضاف: “ستكون نتائج الصراع بين البلدين كارثية على الشركات التي تبيع المنتجات في السوق الصينية وخصوصا تلك التقنية، إن تم حظرها”.
واعتبر المحلل في “ويدبوش” للتعاملات المالية دان إيفيس، أن تهديدات ترامب قد لا تتعدى كونها “تهديدا دعائيا” قبل قمة العشرين التي ستنعقد في اليابان بيونيو القادم، مشيرا إلى أن ذلك جاء في الوقت الغير مناسب، حيث لا تعيش الشركات التقنية أفضل أيامها.
وفي حال طبقت أميركا لقراراتها فإن الرد الصيني سيكون موجعا لشركات أميركية بما فيها تلك المتخصصة بصناعة الرقاقات مثل إنفيديا وكوالكوم وإنتل.
وبما أن “هواوي” من أكبر مستوردي القطع من تلك الشركات الأميركية، فإن تراجع مبيعات وأعمال الشركة الصينية سينعكس بشكل سلبي على نظيرتها في بلاد العم سام.
ووضع إيفيس الشركات، التي تبيع الكمبيوترات وأجهزة الخادم وتجهيزات الاتصالات في المرتبة الثانية بقائمة المتضررين إن فكرت بكين في الرد، مشيرا إلى أن علامات تجارية أميركية كبرى ستتأثر أيضا مثل “أبل”.
رد محدود التأثير
وخلافا للآراء التي تعتقد بخطورة الرد الصيني، يعتقد رئيس شركة “آي دي سي” للأبحاث كروفورد ديل بريت، أن تجاوب بكين مع القضية لن يكون له تأثير قوي على المدى القريب بالنسبة للشركات التقنية، مستبعدا أن يطال قطاعات أخرى من الأعمال.
واعتبر كروفورد أن الحل الوحيد الآن أمام “هواوي” هو التركيز على نقل رسالة مفادها بأنها لا تمثل “تهديدا أمنيا” لأحد، بحيث تزدهر أعمالها خارج الولايات المتحدة.
وكان المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، قاو فنغ، قد قال الخميس، إن بكين تعارض بشدة فرض دول أخرى عقوبات أحادية على كيانات صينية، وذلك ردا على أحدث عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على “هواوي”.
وقال قاو للصحفيين، في إفادة أسبوعية، إنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب التأثير بشكل إضافي على العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مضيفا أن “مفهوم الأمن القومي يساء استغلاله، ويجب ألا يستخدم كأداة للحماية التجارية”.