للشابات.. كيف تكتبين سيرتك الذاتية بإحترافية؟
السيرة الذاتية الجيدة هي التي تُتِيحُ الانتقالَ إلى مرحلة تالية؛ وهي التأهُّل إلى المقابلة الشخصية، وبالتالي تزداد فرص الحصول على الوظيفة، والتميز في تحقيق الهدف من تقديم الذات أو تسويق الذات. وليس ثمة فروق جوهرية في كتابة السيرة الذاتية للإناث عن السيرة الذاتية الخاصة بالذكور، هذا ما يبدو لنا من الوهلة الأولى، ولكن خبراء الموارد البشرية يُدْرِكُونَ أن ثمة فروقًا واضحة ومختلفة بين كتابة السيرة الذاتية الأنثوية وكتابة السيرة الذاتية الذكورية.
وهذا يقودنا إلى الحديث والتساؤل حول أهمية السيرة الذاتية وعناصر كتابتها، والأخطاء التي تتكرر في السير الذاتية، وما أهم الفروقات لكتابة السيرة الذاتية للفتيات، والاختلاف عن السيرة الذاتية للشباب؟
هذه الأسئلة يجيب عنها الأستاذ أشرف غريب، خبير تطوير الذات والمتخصص في مجال تطوير الأعمال وتحسين الأداء، حيث يقول: تُعَدُّ السيرة الذاتية من أهم الوثائق التي تُقَدَّمُ في طلب التوظيف، كونها تعرض ملخَّصًا عن المهارات والمحصِّلة الأكاديمية العلمية، وكذلك كل ما يصف الموارد البشرية وصفًا يؤهِّل للتقييم في القبول أو الرفض للوظيفة المناط العمل بها، ومن أكبر الأخطاء التي نقع فيها عادةً عند صياغة السيرة الذاتية هي الانتظار إلى لحظة التقدُّم للوظيفة، ومن ثَمَّ العمل على صياغة وكتابة وإعداد السيرة الذاتية، والمفروض أنه تجب مراجعة السيرة الذاتية بشكل مستمرٍّ ودائم كل شهر تقريبًا؛ لأننا بحاجة لمراجعة المهارات التي نمتلكها، والتعرض إلى أفضل ما لدينا فيها، وتعديلها بشكل يحفِّزنا على تَكْمِلَةِ العمل من أجل تحقيق نجاحات لاحقة، وتوثيق المهارات والمكتسبات السابقة.
وتُقسم السيرة الذاتية إلى خمسة أقسام، كل قسم يعرض عنصرًا من عناصر السيرة الذاتية الناجحة الخمسة، وهي كما يلي:
أولًا: البطاقة الشخصية
وفيها الاسم، والتعريف بأهم سمات الشخصية المطلوبة للعمل، ولا يجدر القول بعدم عرض صورة شخصية في هذا الجزء من السيرة الذاتية، والحرص على ذلك، أو كتابة تاريخ الميلاد أو كتابة الحالة الاجتماعية، وغيرها من المعلومات الشخصية، ولكن يجب أن نتبعَ العرفَ السائد في المجتمع الذي نعيش فيه. وتختلف دول العالم في تحديد تفاصيل البطاقة الشخصية حسب متطلبات العمل والأعراف العامة للعمل من دولة إلى أخرى، وأفضل نصيحة تُقَدَّمُ في هذا الجانب هو محاولة الرجوع إلى سيرٍ ذاتية أخرى، أو الاستفسار عن هذا الجانب من قِبَلِ غرف التجارة المحلية، أو محاولة البحث عن قوالب جاهزة لسير ذاتية محلية. وفي هذا الجانب تُكْتَبُ أرقام التواصل والعناوين الخاصة بك.
ثانيًا: المهارات العملية المهنية المتخصصة
يتمُّ ذِكْرُ المهارات المتخصصة في مجال العمل الذي تسعين للتقديم عليه، وهذه المهارات خاصة بالعمل، فالمهندسون يكتبون أهم المهارات الهندسية، والأطباء يعرضون أهم المهارات الطبية، وكذلك كلُّ تخصصٍ على حدة، ويجب عدم التعرض إلى أي مهارات شخصية؛ لأن ذلك له جزء خاص به. ويجب تذكُّر عرض ما يجعل الشخص الذي يقرأ السيرة الذاتية يَقْبَلُ سيرتَكِ، ويضعها ضمن المرشَّحين للمقابلة الشخصية.
ثالثًا: المهارات الشخصية
وهي المهارات التي لا ترتبط بمجال عمل محدَّد، بل تتعدى ذلك؛ مثل مهارات التواصل ومهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات ومهارات التنظيم ومهارات التعامل مع الرؤساء والمرءوسين، وغيرها من المهارات الشخصية، والتي لا تتعلَّق بمجال عمل؛ ولكن تتعلَّق بالطبيعة البشرية والحالة الإنسانية والموارد البشرية، ويفضَّل أن تُعرض المهارات التقنية في هذا الجانب، مثل إجادة التعامل مع الحاسب الآلي، وغيرها من المهارات التقنية التي لا ترتبط بتخصص مجال العمل، ولكن ترَتْبَطِ ُبقدرات شخصية متعددة.
رابعًا: التحصيل العلمي
وفيه يُذْكَرُ أحدثُ تحصيل علمي حصلتِ عليه، مع ما سبقه، بحدٍّ أدنى الدبلوم العالي أو درجة البكالوريوس، وفي التحصيل العلمي يُكْتَبُ جانبُ الدورات التدريبية والمهارات المكتسَبة من خلال برامج التدريب المتعددة.
خامسًا: العضويات الخاصة
هنا تُدَوَّنُ العضوياتُ في الجمعيات المهنية المتخصصة، والمعلومات الإضافية حول أي جانب، بعيدًا عن التعريف الشخصي أو المهارات العملية المهنية المتخصصة أو المهارات الشخصية أو التحصيل العلمي، فهذا القسم مخصَّص لأي إضافات مهمة؛ مثل تحدُّث اللغات المتعددة، وغيرها من المهارات. وفي هذا القسم تَتِمُّ كتابةُ بعض الأشخاص الذين يمكن الرجوع إليهم للتزكية، وكذلك أرقام التواصل معهم.
• تعليمات إضافية
– اكتبِي السيرة الذاتية في ورقة واحدة، صفحة أو صفحتين على الأكثر.
– اكتبِي سردَ السيرة الذاتية بالأحداث، وفقًا للأحدث ثم الأقدم.
– لا تتعرضي لتفاصيل شخصية، مثل الحالات المرضية أو الوزن أو الصورة الشخصية أو غيرها من المعلومات الخاصة، إلا في حالة كان ذلك عُرْفًا في التوظيف للمنطقة أو البلد الذي تعملين به.
– تحقَّقي من دِقَّةِ وصواب أرقام التواصل والبريد الإلكتروني والعناوين.
– تحقَّقِي من خلوِّ السيرة الذاتية من الأخطاء الإملائية قدرَ المستطاع.
– اكتبي أفضل ما لديكِ، وليس كلّ ما لديك.
– اكتبي السيرة الذاتية موجَّهَة للمجال الذي ترغبين في العمل به، وليس كل شيء.
• الفروقات الخاصة بكتابة السيرة الذاتية للعنصر الأنثوي:
أما عن الفروقات الخاصة بكتابة السيرة الذاتية للعنصر الأنثوي عن السيرة الذاتية لدى الذكور، فتُعَدُّ فروقاتٍ جوهريةً في توقُّع متلقِّي السيرة الذاتية، وكيف يقرأها، وهنا يجب على الفتيات التنبُّه إلى:
– عدم الكتابة بالصبغة النسائية، بل يفضَّل استخدام الخطوط القياسية والألوان القياسية والطرق التقليدية؛ لأن ذلك يحقِّق نجاحًا في قبول السيرة الذاتية أكثر، فمن يعرف ما تؤول إليه الأمور في التقييم، ومن سيقوم بقراءة السيرة الذاتية.
– أيضًا يجب أن تتنبه الفتيات إلى كتابة السيرة الذاتية بمهنيةٍ، وبلُغَةٍ تتناسب مع تقييم العمل المهني، والحرص على المصطلحات الواضحة، والتي تتناسب مع العرف العام في العمل داخل المجال الذي نتوجَّه إليه، ويفضَّل الرجوع إلى نماذج متعددة من السيرة الذاتية في البلد الذي تتقدم إلى العمل فيه.
– أخيرًا فإن الوقت المُسْتَثْمَرَ في كتابة السيرة الذاتية مهم جدًّا؛ لأننا نتوجَّه لعمل، ونسعى للفوز بقبول السيرة الذاتية والترشُّح للمقابلة الشخصية، ومنها إلى مقعد العمل الذي نبحث عنه، وهذا ما يجعلنا أمام مسؤولية البحث والتدقيق والمراجعة؛ للتحقُّق من أن السيرة الذاتية التي نقوم بكتابتها تُعَدُّ أفضلَ سيرة ذاتية بشكل عام.