14 عاماً على “معجزة إسطنبول”.. عندما قلب ليفربول تأخره أمام ميلان في 6 دقائق …
منير حرب – “وقف ستيفن وقتها وطلب من جميع طاقم التدريب والموظفين بما فيهم أخصائي العلاج الطبيعي، أن يخرجوا من الغرفة ويتركوه فقط مع اللاعبين، ليلقي بخطبته الشهيرة قبل النزول لأرض الملعب لبدء الشوط الثاني”.. هكذا تحدث جبريل سيسيه، مهاجم ليفربول السابق عن ما قاله القائد ستيفين جيرارد قبل بدء الشوط الثاني لنهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2005.
وفي مثل هذا اليوم منذ 14 عاماً في الـ25 من مايو عام 2005، تُوج نادي ليفربول الإنجليزي بخامس ألقابه في بطولة دوري أبطال أوروبا على حساب ميلان الإيطالي في نهائي إسطنبول الشهير.
ليلة لن ينساها عشاق مشجعو ليفربول، تلك الليلة التاريخية التي شهدتها مدينة إسطنبول التركية، حين قلب ليفربول الطاولة على ميلان بعد أن سجل فيه ثلاثة أهداف خلال ست دقائق رغم تأخره في شوط المباراة الأول بثلاثية نظيفة.
منذ 14 عاماً كانت الأنظار كلها تتوجه إلى اسطنبول، وتحديدا إلى ملعب “أتاتورك”، في ليلة كانت كل الترشيحات تصب في مصلحة ميلان بأنه سيفوز باللقب الأوروبي على حساب الريدز، نظراً لامتلاكه فريقا لا يقهر، أقصى خلال رحلته للنهائي أندية كبرى، فقد أخرج مانشستر يونايتد في دور الـ16، وإنتر ميلان في ربع النهائي، وآيندهوفن الهولندي في نصف النهائي.
وبالفعل عندما أطلق الحكم الإسباني مانويل ميخيتو جونزاليس صافرة بداية المباراة بين الفريقين، لم تمض سوى ثوان قليلة، حتى سجل قائد ميلان باولو مالديني الهدف الأول لفريقه.
ورغم كل محاولات الليفر باسترجاع النسق في المباراة والرسائل التشجيعية من قائده جيرارد لزملائه على أرض الملعب، فريقه تلقى الهدف الثاني عند الدقيقة 39 عبر المهاجم الأرجنتيني هيرنان كريسبو، قبل أن يستقبل الهدف الثالث عبر كريسبو مرة أخرى عند الدقيقة 44، لينتهي الشوط الأول بثلاثية نظيفة للميلان.
وقتها اجتمع جيرارد قائد الفريق بلاعبي النادي بين الشوطين بعد خطاب رافائيل بينيتيز المدير الفني للريدز، وكشف جبريل سيسيه مهاجم النادي الإنجليزي في حديث سابق له عن محتوى الخطاب الذي قاله جيرارد لزملائه بعدما طلب من جميع طاقم التدريب والموظفين بما فيهم أخصائي العلاج الطبيعي، أن يخرجوا من الغرفة ويتركوه فقط مع اللاعبين: “قال جيرارد إن ليفربول ناديه وكل ما لديه، وأنه يريد ألا يتحول الريدز إلى أضحوكة في تاريخ نهائيات دوري الأبطال، وقال لنا إن كنا نحترمه ونحبه كقائد، فإننا نحتاج إلى أن نفض الغبار عن أنفسنا والعودة إلى المباراة”.
ورغم فرحة لاعبو الفريق الإيطالي بعد نهاية الشوط الأول وظنهم بأن المباراة انتهت، لم يعلموا أن خطاب جيرارد وتغيير طريقة اللعب من بينيتيز سوف تقلب الطاولة على فريقهم، فقد سجل الفريق الإنجليزي الهدف الأول عبر جيرارد عند الدقيقة 54، قبل أن يضيف البديل التشيكي فلاديمير سمايسر الهدف الثاني عند الدقيقة 56، ويضيف الإسباني تشابي ألونسو الهدف الثالث عند الدقيقة 60، ليتعادل الريدز مع الروسونيري خلال 6 دقائق فقط.
واحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين لم تتغير خلالهم النتيجة، ليستعد كلاهما إلى تسديد ضربات الجزاء الترجيحية، حينها طلب جيمي كاراجر مدافع ليفربول من حارس الفريق البولندي دوديك أن يقوم بحركة “السباجيتي”، وهي تحريك قدميه ويديه بسرعة قبل تسديد لاعبي الميلان للكرة لتشتيت تركيزهم، وقام دوديك بما طلبه كاراجر، وبدأت ركلات الترجيح، فأضاع البرازيلي سيرجينيو الركلة الأولى للميلان.
وأضاع أندريا بيرلو ركلة الجزاء الثانية للميلان، بينما سجل كلاً من هامان وسيسيه لليفربول، بعدها نجح توماسون في التسجيل لميلان، بينما أضاع ريزة للريدز، وسجل كاكا لميلان وفلاديمير شميتسر لليفربول، لتأتي ركلة الجزاء الحاسمة التي تحدد إذا كان يتوج ليفربول باللقب أم انتظار الركلة الخامسة للفريق الإنجليزي، وتوجه أندريه شيفيشينكو مهاجم الفريق الإيطالي لتنفيذ الركلة ليتصدى لها دوديك ويحسم اللقب الخامس لليفربول.
واعتبر العديد من المشجعين هذه المباراة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كرة القدم، كما اعتبرها الكثيرون أفضل مباراة نهائية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، فقد حقق ليفربول معجزة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين من الجماهير الإنجليزية، فسُمي هذا النهائي بـ”معجزة إسطنبول”.