كيف تلقى معتقلون بسجون مصرية خبر وفاة مرسي؟
بينما شكل نبأ وفاة الرئيس الشرعي محمد مرسي صدمة في العالم العربي والإسلامي، ظهرت آثارها عبر تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كان الوقع أشد على معتقلين في السجون المصرية.
ونقل موقع “الجزيرة نت” تفاصيل المشهد في اثنين من سجون مصر في الساعات الأولى التي تلت خبر وفاة مرسي، من خلال مصادر خاصة، وكيف كان وقع الخبر الذي وصل سريعا إلى المعتقلين، وأثره فيهم.
وقال مصدر بأحد سجون دلتا النيل طلب عدم كشف هويته، إنه حين علم المعتقلون في أحد عنابر السجن بالخبر، سيطرت حالة من الوجوم على الجميع، حيث كان الخبر مفاجئا وغير متوقع، بعدها ألقى أحد السجناء كلمة وعظية دفعت الجميع لبكاء هستيري.
ويضيف المصدر أن “الجميع بكا بكاء غير مسبوق وكأن كل فرد يبكي نفسه، أو يبكي عزيزا من أهله.. بكينا الرمزية التي ضاعت، وبكينا تدهور الأحوال الذي تتتابع علينا”.
ويشير إلى أن الأمر بدأ يتحول إلى حالة غضب لدى الشباب في المعتقل، عبروا عنه بالطرق على أبواب الزنازين والهتاف الغاضب والثوري.
غير أنه أوضح أن “العقلاء وكبار السن” عملوا على تهدئتهم والحد من ردود فعلهم، حتى لا يتحول المشهد إلى صدام لا يحمد عقباه. كما أنه من الخطر أن يدرك حرس السجن أن المعتقلين لديهم مصادر يستطيعون من خلالها معرفة الأخبار في الخارج بشكل سريع.
وأشار المصدر إلى أنهم صلوا صلاة الغائب على مرسي بعد أدائهم صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم كما اعتادوا، وخصصوا له دعاء جماعيا طويلا.
وبحسب المصدر، فقد هدّأ من حالة الغضب العالية أن أحد المعتقلين نقل لهم ردود فعل رموز سياسية ودعوية على الخبر، مثل تعليقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والشيخ القرضاوي وغيرهم، مما عكس أثر مرسي وقدره لدى الكثيرين.
وأشار إلى أنهم توافقوا على العديد من الفعاليات خلال الليلة الأولى بعد خبر الوفاة، أشبه بليلة تأبين وعزاء تشمل إعداد كلمات عن حياة الدكتور محمد مرسي وجهاده وما قدمه، ليكون نموذجا يحتذى.
المشهد لم يختلف كثيرا في أحد سجون القاهرة، إلا أن الشباب الغاضب لم يتفهم محاولة كبار السن السيطرة على ردود فعلهم، واعتبروا ذلك شكلا من أشكال الخذلان بحق رئيسهم الشرعي، حسب مصدر آخر طلب بدوره عدم كشف هويته.
وقال المصدر إن الشباب حولوا غضبهم على من حاول تهدئتهم، لكن في نهاية الأمر، آثر الجميع الالتزام بقرارات من ارتضوهم لإدارة العنابر من كبار السن، والتزموا الهدوء.
وأشار إلى أن حالة إحباط وحزن شديدة لا تزال تسيطر على قطاع كبير من المعتقلين في السجن، يحاول عدد من المعتقلين التخفيف منها عبر ترديد أدعية وعبارات تحث على الصبر والرضا بقضاء الله وقدره.
وأضاف أنه إذا كان من هم خارج السجون يتحدثون عن الشعور بالعجز بعد هذا الخبر، فلكم أن تتصوروا كيف حال من هم داخل السجون.