تونس: صحة الرئيس في “تحسن” ولا يوجد “فراغ دستوري”
اعتبر المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يوم الجمعة 28 يونيو 2019 أنه لا وجود “لفراغ دستوري” في البلاد، وأكد أن الحالة الصحية للرئيس “تحسنت” في وقت بدأ قلق التونسيين يزداد حول المستقبل السياسي للبلاد غداة تفجيرين انتحاريين استهدفا قوات الأمن بالعاصمة.
وتعرض الباجي قائد السبسي (92 عاماً) يوم الخميس 27 يونيو 2019 لـ”وعكة صحية حادة” استوجبت نقله إلى المستشفى في حين استهدف تفجيران نفّذهما انتحاريان من تنظيم الدولة الإسلامية عناصر أمنية في تونس العاصمة ما أسفر عن مقتل رجل أمن وسقوط ثمانية جرحى.
وأعلنت الرئاسة التونسية في البيان “أن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في تحسن. وقد أجرى صباح اليوم الجمعة 28 جوان / يونيو 2019 مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي”.
وأفادت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش في تصريحات صحافية أن قائد السبسي “سيغادر المستشفى قريبا” بدون تقديم توضيحات.
وقال نور الدين بن تيشه المستشار السياسي للرئيس التونسي إن “حالته مستقرة والحمد لله”.وأكد بن تيشه في تصريح لإذاعة “اكسبريس اف ام” (خاص) ردا على ما تم تداوله بخصوص الفرضيات الدستورية في حال شغور منصب رئيس البلاد انه “لا يوجد فراغ دستوري، هناك رئيس جمهورية قائم الذات”.
-قلق يزداد
لكن القلق بدأ يزداد لدى التونسيين بخصوص مستقبل البلاد السياسي.ويقول إبراهيم الشواشي الأربعيني ” آمل أن يعود بصحة جيدة إلى قصر قرطاج سريعا لأن غيابه في هذه الفترة الصعبة سيدفع البلاد نحو الفوضى”.
وتواصل تونس، مهد الربيع العربي طريقها في الانتقال الديموقراطي منذ 2011 بالرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة.ويبقى المسار الديموقراطي للبلاد هشا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة نهاية العام الحالي.
وينصّ الدستور التونسي على أنّه في حال وفاة الرئيس فإن المحكمة الدستورية تجتمع وتقرّ شغور المنصب، ليتولى عندها رئيس البرلمان محمد الناصر (85 عاما) مهام رئيس الجمهورية في فترة زمنية تمتد في أقصى الحالات 90 يوماً.ولم يتم بعد إرساء وانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية في تونس.
ووقعت العملية الأولى حين فجّر انتحاري نفسه قرب دورية أمنية في شارع شارل ديغول بوسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى هم ثلاثة مدنيين وعنصرا أمن توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بجروحه، كما أعلنت وزارة الداخلية.وبعد وقت قصير استهدف تفجير انتحاري ثان مركزاً أمنياً في العاصمة ما أسفر عن إصابة أربعة شرطيين بجروح.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق الجمعة في تصريح لإذاعة موزييك اف ام يوم الجمعة 28 يونيو 2019 إن “أغلب المصابين حالتهم مستقرة ما عدا حالتين تتطلبان عناية مركزة”.وأضاف أن “المنظومات الأمنية على أقصى درجات الأهبة، تم رفع درجة الأهبة الأمنية”.
وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية التفجيرين الانتحاريين، بحسب ما أفاد مركز سايت الأميركي المتخصّص برصد المواقع الإسلامية المتطرفة نقلاً عن “وكالة أعماق” الناطقة بلسان التنظيم الجهادي.وشيع مئات الأشخاص جثمان عنصر الأمن مهدي الزمالي الذي قتل خلال العملية التي وقعت في شارع شارل ديغول، يوم الجمعة 28 يونيو 2019 الى مقبرة بمنطقة سيدي حسين السيجومي الشعبية المتاخمة للعاصمة.وهتف بعضهم “لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله”.رجل أمن كان يعمل مع الزمالي “ستنساه سريعا السلطات ولن تمنح العائلة شيئا، حتى راتبه، لقد تشاركنا لنتمكن من دفع مصاريف الدفن”.
-نعمل ونتجول
وأعادت غالبية المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي المنتشرة على طول شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة فتح أبوابها.ويقول راشد مملوك الذي يعمل في مكتبة في شارع الحبيب بورقيبة “لا نغلق، ولم نغلق الأبواب حينما فجرت انتحارية نفسها وسط الشارع السنة الفائتة، لن نستسلم”.
ويتابع “يريد الإرهابيون إخافتنا لكن نقول لهم لا، نحن نعمل ونتجول، انظروا الناس يمارسون حياتهم”.ويؤكد سائق حافلة سياح سمير القابسي “نحن ضد الهجمات مئة بالمئة، حدثت في كل الأماكن في فرنسا وفي ألمانيا …هذه الهجمات تستهدف الأمنيين وليس السياح، والسياح يدركون ذلك”.
وأكد وزير السياحة التونسي رونيه الطرابلسي يوم الخميس 28 يويو 2019 أن كل المواقع السياحية ستظل مفتوحة مبينا أن “البلدان الأجنبية تدرك مدى العمل الاستثنائي الذي تقوم به تونس لمكافحة الإرهاب”.ويبدو هدف إنقاذ الموسم السياحي صعب المنال والسلطات تنتظر قدوم حوالي ثمانية مليون سائح هذا الصيف بعد تأثر قطاع السياحة لسنوات بسبب تواتر هجمات طالت أمنيين وسياحا في السنوات الأخيرة.