“النهاية” .. نبوءة غريبة سجلها نجل حاكم الشارقة قبل وفاته
كان واحدًا من أكثر الشخصيات إنتاجات في مجال تصميم الأزياء، وترك بصمته الخاصة في عالم الموضة. خالد بن سلطان القاسمي نجل حاكم إمارة الشارقة الذي رحل عن عالمنا عن عُمر يناهز 39 سنة، كان أول عربي يبهر الجميع ويشارك في أسابيع الموضة بباريس بتصاميمه الفريدة والمميزة، التي جذبت إليه العديد من المشاهير، والنجوم العالميين والأوروبيين؛ مثل ليدي جاجا، والمغنيتين البريطانيتين فلورتس ويلج، وشيريل كول.
عُرف القاسمي بنظرته الإيجابية والرومانسية إلى مستقبل الشرق الأوسط التي ترجمها في تصاميمه الرجالية. وتضمن عرضه الأخير حوالي 40 إطلالة، قدّمه في الثامن من شهر يونيو الماضي في مدينة لندن.
وهو كان أطلق علامته للأزياء الرجالية Qassimi في العاصمة البريطانية خلال العام 2008 ويواظب على تقديم عروضه الموسميّة فيها، وفقًا لموقع “العربية”.
وتتميّز أزياؤه بطابعها “الكاجوال” المطعّم بلمسات شرقيّة. وهي تتواجد حالياً في 50 متجرا منتشرا في 30 مدينة و15 دولة حول العالم. وقد تضمّن عرضه الأخير تصاميم عصرية استوحاها من حياة البدو الرحّل ولكنه حرص على أن تناسب الرجل العصري الذي يسكن المدينة ويجوب الكرة الأرضية بأكثر وسائل التنقّل تطوراً. وقد جاءت أزياؤه خفيفة وعمليّة تناسب أوقات الراحة والعطلات.
في عرضه اللندني الأخير، سار العارضون على ممشى تغطّى بحوالي 12 طناً من حبوب القهوة استقدمها من شركة تقوم بإعادة تدويرها لاستعمالات أخرى. وهو كان صرّح في هذا الإطار: “اختياري للقهوة كعنصر من عناصر الديكور جاء نتيجة بحثي عن عنصر شاعري يحرّك الأحاسيس بصيغته ولونه ورائحته”.
لاقت أزياء القاسمي اهتماماً في السنوات الماضية، وهي تميّزت بدخول الطابع العسكري بأشكال متعددة عليها. وكان سبق أن صرّح في هذا المجال: “أصولي الشرق أوسطية تجعل من السياسة جزءاً من الحياة اليومية بالنسبة لي.
وقد اخترت الموضة وسيلة للتعبير عن أفكاري وآرائي في هذا المجال”. حرص القاسمي على تحميل أزيائه مجموعة من الرسائل، منها “لا تطلق النار”، “آمين”، طوبى للحبيب”، “نحن مختلفون جداً الآن” مطبوعة بالعربية والإنجليزية، واللافت أن إحدى الإطلالات كانت تحمل عبارة “النهاية” من الأمام وعبارة “انتهى قبل أن نبدأ” من الخلف.
وبعد وفاة القاسمي، أصدر فريق عمل علامته بياناً قال فيه: “هدفه كان ابتكار عالم من التصاميم غنيّ بالرسائل الثقافيّة والاجتماعية يشكل مصدرا للوحي والمعلومات. وقد فقد بغيابه عالم الموضة نظرة فلسفية وفنيّة مميّزة. ندعو الجمهور إلى احترام خصوصية العائلة وفريق العمل في هذه الأوقات الصعبة التي تمر علينا”.