انطلاق مهرجان جرش
حدث سنوي اصبح سمة بارزة لمدينة الاثار التاريخية في جرش « المهرجان السنوي للثقافة والفنون « فحمّل المدينة اسما وتاريخا الى مختلف ارجاء العالم وقدم كنوزها بالكلمة واللحن والمسرح وحكايات لا تنضب من التراث والفلكلور الشعبي القادم اليها من مشارق الارض ومغاربها.
الخميس الثامن عشر من تموز وبرعاية ملكية سامية يأذن مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بايقاد شعلة المهرجان لدورته الرابعة والثلاثين لتدب في اوصال المدينة الحياة كشريان ماء ينساب بين جنباتها وعلى خشبات مسارحها مع ما شهدته المدينة من اغفاءة امتدت منذ أن أفلت شعلة مهرجانها السنوي في العام الماضي.
وما يميز مهرجان هذا العام امران؛ الاول ادارته الجديدة ممثلة بجهازها التنفيذي بقيادة الاستاذ ايمن سماوي ولجنته العليا والثاني يكمن في الاستعدادات التي سبقت يوم الافتتاح والتي استمرت لشهور، وبرز فيها تعاون الاجهزة المحلية بكافة مكوناتها الرسمية والهيئات المعنية المشاركة بالفعاليات من حرفيين ولجان وفي طليعتها الاجهزة الامنية الاشد حرصا على ان تكون ليالي المهرجان كما خطط لها حاضنة لجميع الشرائح المجتمعية القادمة اليه محليا وعربيا ودوليا.
ولا يساور احد شك بان للمهرجان رسالة قوامها حمل عنوان الاستقرار والامن والسلام الى ارجاء الدنيا بان هذا البلد سيبقى مثالا في تنوعه وقبوله الاخر وسطيا معتدلا، في وقت عز فيه الامن وافتقرت اليه دول كبيرة وعديدة على هذا الكوكب.
يشار هنا الى ان الدور المحوري الذي تلعبه بلدية جرش الكبرى اصبح يتنامى عاما بعد اخر سواء في احتضانه للجان بانواعها الثقافية والاعلامية والفنية والحرفية والتي تشكل قلب المهرجان النابض بالحياة الى جانب البرنامج المنوع الذي اعدته ادارة المهرجان لمثقفين وفنانين محليين وعرب. رئيس بلدية جرش الدكتور علي قوقزة اكد ان مهرجان هذا العام ركز على العائلة الاردنية بحيث تكون الاسرة الاردنية حاضرة بقوة في فعاليات المهرجان الذي تمت دراسة فعالياته بعناية كبيرة وبما يناسب جو الاسرة ناهيك عن التنوع الحرفي الذي يشكل نقطة ارتكاز في تنمية الاسرة واحد ابرز عوامل دخلها، اضافة الى مشاركة المبدعين من فنانين ومثقفين وتجارب جديدة للمواهب الابداعية من خلال برنامج بشاير جرش.
ولفت قوقزة الى ان هذا الحدث السنوي لمهرجان جرش يفرض على البلدية ان تتفاعل معه بقوة وتبذل جهودا ربما تكون استثنائية باعتبار ان كل القادمين الى المدينة هم ضيوف على بلديتهم الام؛ وهذا يتطلب منا ان نهيئ الاجواء ونستعد جيدا لهذه المناسبة سواء في اظهار معالم الزينة والتي تمثلت هذا العام بنشر اشجار الزينة المضاءة التي شملت الميداين والمداخل الرئيسية والمواقع الاثرية كالجسر الروماني وشارع وصفي التل والمدخل الرئيسي لباب عمان، والاهتمام ايضا بجماليات الارصفة والاطاريف وبيئة الشوارع وصولا الى مظهر جمالي تستحقه المدينة بما تحتضنه من ارث تاريخي هائل ومجتمعات تستحق ان نبذل كل جهد لابراز مدينتهم بكافة المظاهر الجمالية.
واشار قوقزة الى ان البلدية وكعادتها اعدت موقعا يليق بزوار المدينة وضيوفها من خلال اقامة خيمتها المجهزة بكافة الخدمات اللوجستية في موقع المهرجان وبحيث تكون محطة استراحة للزوار اضافة الى عقد اللقاءات الصحفية والاعلامية واجراء المقابلات فيها .
وقال سنكون جاهزين من خلال تواجدنا في موقع المهرجان الى جانب الاجهزة الرسمية الاخرى من شرطة ودفاع مدني كذلك الحكام الاداريون وفي مقدمتها اللجان والكوادر العاملة على توفير سبل الراحة للزوار، لافتا الى ان كوادر البلدية ستعمل باستمرار في الموقع ليكون هذا الحدث مميزا في لياليه التي تمكن الاسرة من قضاء وقتها في فضاءات المدينة الخالدة.