لارا مصطفى صالح تكتب : هنا عمان
لارا مصطفى صالح- عزيزتي عمّان:
ما فائدة أن نتبادل الرسائل، إن كنت لا تدرين أني أمقت الانتظار، وأني أنحي عقلي لصالح لهفتي!
وما قيمة الرسائل إن لم نكسر بناء النّص بذاته وأدواته بكل ما أوتينا من لغة وجنون. فالجنون مسرة، بل مسرات. واللغة إن كنت تدرين أم الجنون.
دعكِ من العقل وخرافة المنطق، وخذيني إلى رائحة ورد أشمها وإلى شوارع تردد في صداها صوت محمد عبده وهو يصدح (الأماكن كلها مشتاقة لك)، وإلى قصيدة تطرد عني جاثوم النوم وذراعين أغيب بينهما فأشتهي ضعفي. فإن تعذر عليك ذلك فتقبلي اعتذاري عن ساعة ضاعت من عمري وأنا أتلكأ أمام خزانة الثياب. ولا تسأليني هل أنت نادمة؟ ما دمتِ هوية عمري وما زال في وسع ذاكرتي الإشارة إلى يوم مولدي وإلى دالية على كتف جبل تسجد لمواعيد العشاق. تفنى الحياة والدالية والرسائل، ويفنى الجبل يا عمّان، ولا تفنى بهجة المواعيد.
حبيبتي أنت، حتى نهايات الأشياء.
هنا عمّان!