الدكتور نضال يونس يكتب : البلقاء التطبيقية: نموذج جديد للتعليم الذى يلبي احتياجات سوق العمل..
في نشيد جامعة البلقاء الذي يحفل بالعبارات التى تخترق شغاف القلب وتشيع فى النفس الامل والسعادة مقطع يقول:
اشرقت فيها شموس القمم سلمت جامعة البلقاء لنا
كفها رشت على الافق الندى فصحا الافق ونادى الفرقدا
قال: يابلقاء ياجامعتي هيئي للمهن الفضلى يدا
فهذا المقطع “هيىء للمهن الفضلى يدا” يشير الي رسالة الجامعه فى تهيئة الطلبة للاعمال المهنية من اجل بناء وطن العمل والانتاج، يعطي مؤشرا على دور الجامعات الحقيقي فى تدريب الطلبة وتهيئتهم لسوق العمل بما يوحي بان هذا التوجه لا ينبغي ان يكون شعار فحسب، بل عقيدة وإيمان، تكتمل بهما مسيرة الجامعات الاردنية نحو مزيد من العمل والانجاز.
قفزت كلمات نشيد الجامعة إلى ذهني وانا اتابع مشهد مواكب خريجي الفوج التاسع عشر الذين غص بهم استاد الجامعة الرياضى لاستلام شهاداتهم خلال حفلات التخريج التي نظمتها عمادة شؤون الطلبة وشاركت فيها معظم وحدات الجامعة الادارية والاكاديمية فى الايام الماضية،هذه الحفلات التى تاتي تتويجا لجهود الطلبة وتعبهم فى الحصول على شهاداتهم الجامعية الى استحقوها بجد وجدارة..
ما يلفت في هذه المواكب، ويدعوللدهشة والفخر معاً تلك الهمة والمعنويات العالية التي كنت المحها فى عيون الطلبة، في وقت لا زالت فيه اوضاعنا الاقتصادية تمر فى منعطف صعب والكل يقف على أطراف أصابعه حابسا أنفاسه، بانتظار الفرج للخروج من “عنق الزجاجة”، وكأني بابنائنا الطلبة يحدثون أنفسهم بالقول: على “قدر اهل العوم تأتي العزائم”!
لا ننسى أن الجامعه التى تودع ابنائها الخريجين اليوم، وتستعد لاحتضان افواج جديدة مع بداية العام الدراسي، هي نفسها التي عملت الى اعادة هيكلة كليات الجامعه بما يدعم التعليم المهني والتقني على غرار التجارب الفرنسية والالمانية ،اللتان تعتبرا من أكبر التجارب الناجحه في العالم، وانتهت معه إلى نجاح باهر بدا واضحا فى القاعدة الاقتصادية والانتاجية الكبيرة لكل منهما.
وهي نفسها التي عمدت الى تجميع كليات المجتمع المتعددة والمتناثرة واعادة هيكلتها بما يخدم التعليم المهني والتقني وانشأت اول كلية للذكاء الاصطناعي وهو ما يؤكد على أن التحولات الكبرى فى سياسة هذه الجامعه هواية حقيقية بامتياز. كل ذلك يجعلنا نقول بكل إنصاف وتجرد وحب: شكراً لجامعة البلقاء ادارة واعضاء هيئة تدريس وموظفين اداريين وطلبة، إذ أكدتم بما لا يدع مجالاً للشك، أن «جامعة البلقاء» والنجاح توأمان لا يفترقان، لان الجامعه ستصبح بعون الله وتعاونكم وتلاحمكم قبلة من يسعى للحصول على شهادة مهنية، وبوصلة للنجاح الاكاديمي والتقني، ولا نقول بعد ذلك إلا ما قاله نشيد الجامعه:
ستبقى البلقاء… غرة فوق جبين الانجم ونشيد فى فؤادي وفمي…