إشهار “خلق إنسانا” لعنان المحروس في “شومان”
أقامت مكتبة عبد الحميد شومان العامة، مساء أمس الأربعاء، حفل توقيع وإشهار رواية “خلق إنساناً” ” للكاتبة عنان المحروس، وذلك ضمن برنامج قراءات في المكتبة.
وشارك في حفل إشهار الرواية الصادرة عن دار (الغاية للنشر والتوزيع)، وحضره العديد من المهتمين بالفعل الثقافي، إلى جانب المؤلف، د. فادي الخضير، بينما أدار الحوار مع الحضور المهندس لؤي شديفات.
تتطرق الرواية، بحسب مؤلفتها المحروس إلى سلبيات وسلوكيات مجتمعية تتمثل في انتشار الجهل، والأمية، والسرقة، والقتل، والفقر، وانتشار ظاهرة أطفال الشوارع، وما يتعرضون له من خلال الشخصية الرئيسية في الرواية “آدم”، وشخصيات أخرى مثل “مريم”.
وتابعت “شخصية الرواية “آدم” ينتمي إلى طبقة المسحوقين، وعاش حياته مشردا إلى أن واجه مصيره، وأن حكايته هي: حكاية البشرية التي تتسم بصراع البقاء، وتدور في دوامة الوجود، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان”.
واستفتح الخضير مداخلته في الحفل، ما قاله الكاتب العالمي بيير جيرو: “إن الإنسان يتذكر (10%) مما يسمعه و(30%) مما يقرؤه، و(80%) مما يشاهده”، مضيفا “هنيئا عنان.. على هذه الصورة التي ستمثل في الوجدان عن حجم المحبة التي يكنها لك محيطك الإنساني”.
وقال “نلتقي اليوم ليعلو صهيل الكلمة على صمت الحروف، ونتشارك التعبير عن إنسانيتنا، ونلقي بقعة ضوء عليها، وننداح في فضائنا الجمعي واغوار النفوس، في هذا المكان العابق بعمّان بمائها وخضرائها ومدائنها، وحسن وجوهها”.
وبين الخضير أن الرواية تشتمل على ومضات مكثفة تعكس عمق الوعي وسعة الخيال: فـ”الحلم العاجز يبخره الواقع الكئيب. ويبقى الحلم شهوة المحروم.. واستسلام الضعفاء هو الوقود الامثل لظلم الطغاة.. الشجاعة شحنة ايجابية تستطيع من خلالها منح نفسك ثقة المارد.
واعتبر أن الروائية مارست تسريع السرد وإبطاءه، من خلال تبدل لوحات الحكاية، فمرة تستبق الأحداث لترينا صفحة تقويم في نهاية العام 2018، وأخرى تسترجع الأحداث لتجعلنا نعيش مناسبة زواج آدم ومريم في العام 2008، كما تتطوف بنا بين (زمن الكازينوهات) و(زمن الخراب).
ولفت الخضير أن عنان صنعت من الواقع صورة متخيلة تتصل بالواقع بمقدار ما تلامس حكاياتها الواقعة (من فقر وتشرد وتيه في الشوارع وعمالة أطفال، وتوصيف لحياة اللقطاء)، وتنفصل عن الواقع بمقدار ما تتطلب ذلك لعبة السرد والتخييل.
وبحسبه، نسجت المؤلفة نصها الروائي بلغة طافحة بالبساطة من جانب، وغنية بالصورة من جانب آخر، فكانت الرواية عينا على الواقع بلغة “تخييلية” سردية أجادت الإمساك معها بخيط السرد وهي تلونه بالحوار والوصف، كلما استدعى المقام ذلك.
وزاد “فبين بداية النهاية ونهاية البداية؛ طوفت بنا عنان في دواخلنا ودواخل الشخوص، وعرجت بنا الى ظروفهم وتحدياتهم، تتمثل في النص فكرة الضحية والجلاد، فكرة الانوثة والرجولة، فكرة الحياة تحت السطح والحياة فوقه، حياة الخرابة وحياة الكازينوهات.
من جهته، قال شديفات في معرض تقديمه للاحتفائية ” وخلق انسانا.. إذ أن الإنسانية أصل الخلق وكل ما نمر به من حالات ضعف وقوة.. خير وسر يعود إلى إنسانيتنا وادميتنا المجبولة بالذنب والندم، وكيف تكون القاضي والمتهم، والمذنب والضحية معاً”.
وأضاف “هذا ما تقدمه لنا في تجربة فريدة من التأمل والفكرة الكاتبة عنان محروس في (شيزوفينيا خلق انسانا)، التي اكتشفت خلالها سيل من التساؤلات التي لا تنتهي عن ماهية النفس البشرية”.
والمحروس، كاتبة أردنية، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان “أغداً ألقاك”، ومسرحية توعوية بعنوان ” الجوكر”.