غضب بين الأثريين لنقل مقبرة «توتو» إلى العاصمة الإدارية وحمام «تل الحير» إلى شرم الشيخ.. والوزارة ترد
أثار قرار وزارة الآثار الأخير بنقل إحدى المقابر من محافظة سوهاج إلى العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى نقل الحمام البلطلمي «تل الحير» من محافظة سيناء إلى متحف شرم الشيخ، غضب العديد من الأثريين.
وعلق بعض الأثريين على نقل الحمام البلطلمي واعتبروه قرارا «متهورا»، حيث قال فهمي محمود، أثري، إن ذلك يعتبر تدميرا للأثر، وأن هذه الآثار اكتشفت لتبقى وليس لتُدمر، وتحكي تاريخ المكان الذي اكتشف فيه.
وقال: إن كلمة نقل في علم الآثار تعني «فك وتركيب ونقل»، مما يعرض هذا الأثر المهم للتلف، خاصة وأنه يتكون من 35 ألف قالب طوب أحمر مغطى بالملاط وبه بئر مياه على مساحة 6 أمتار.
من جهته، قال الأثري حامد علي، إن نقل حمام “تل الحير” بسيناء إلى شرم الشيخ، ليس الحل الأمثل للحافظ على الأثر وجذب السائحين والزائرين، بل سيعرض نقل هذا الأثر إلى التلف بنسبة ليست بالقليلة، بل يجب وضع أماكن هذه الآثار على الخريطة السياحية، وعمل برامج لجذب السائحين.
وأضاف أن هذا القرار يحتاج إلى دارسة أكبر، مثلما تم التراجع عند قرار نقل معبد «هيبس» الموجود في محافظة الوادي الجديد، بعد أن اتضح أن الأضرار ستصل إلى 70%، وتم التراجع عن النقل للحفاظ على الأثر.
وردا على هذه المخاوف؛ قال المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، إن نقل الحمام سيتم جزئيا وليس كليا، لكي يوضع في قاعة الحضارات في متحف شرم الشيخ والمخصصة لآثار العصرين اليوناني والروماني، مشيرًا إلى أن خبرة الأثريين المصريين تستطيع نقل أي قطعة أثرية بمهارة وبكفاءة دون الإضرار بها.
وأكد في تصريحات صحفية له، أن النقل جاء بسبب أن موقع الحمام يتعرض لعوامل الردم بسبب الرياح، حيث إن موقع الحمام يقع في مستوى أقل من مستوى طريق القنطرة العريش جنوبًا، وتل الحير شمالًا، ونقله سيساهم في حمايته والحفاظ عليه.
من جانبه، الدكتور مصطفي الوزيري، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مقبرة «توتو» التي من المقرر عرضها في متحف العاصمة الإدارية الجديدة، موجودة في حالة جيدة من الحفظ، وتتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية.
وأضاف الوزيري، في تصريحات صحفية، أن المقبرة تحمل أسماء لبعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء كل من والدها ووالدتها، ووالد ووالدة زوجها، وتتكون المقبرة من غرفتين َزيَّنت مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، أما العتب فزُيِّن بقرص شمس آخر مكتوب على جانبيه لقب حورس سيد السماء.
يذكر أن سيناريو العرض المتحفي الذي سيكون عليها متحف العاصمة الإدارية الجديدة، سيحكي قصة تاريخ العواصم المصرية، حيث يُوَثِّق تاريخ تلك العواصم لأول مرة من أول «منف»، وبعد توحيد البلاد، وأصبح لها محافظات فبدأ يكون لها عاصمة إدارية، وكان أولها منف أو ميت رهينة، ثم انتقلت لطيبة ثم المنيا «تل العمارنة»، ثم إلى الإسكندرية، في الفترة الإغريقية الرومانية، وبعد ذلك تم دخول الإسلام لمصر، وبدأت بمدينة الفسطاط وحتى القاهرة الفاطمية.