وائل مكاحلة يكتب: ستيڤ وأنا

لماذا لا نتزوج كالغربيين؟!!

أجمل ما في زواجهم هو البساطة !!.. العريس لا يتكلف أكثر من خاتم بقيراطين من الألماس، ولا يوزع مدخراته القليلة بين ذهب المقدم والعرس والهدايا، وكل ما تبقى هو عبء الإثنين معاً !!.. لاحظ أيضا أن الأسقف لا يطالبهم باثنين وثلاثين ديناراً رسوم زواج، وليس لديهم زواج ثانٍ ليطالبوا بدفع خمس وستين ديناراً ضريبة زواج ثانٍ.. الحياة سهلة جداً..!

لم لا أجثو على “ركبة ونص” أمامك حبيبتي في حفل للأصدقاء يؤمه الجميع، ثم أفتح أمامك علبة القطيفة الحمراء ليغشي لمعان الخاتم أعين الجميع إنبهاراً ؟!! وحين أقول: “هل تقبلين الزواج بي؟” تنهار سامانثا وجيني باكيتان حناناً مع كثير من الــ “واااااو” و الــ “أوه ماي جاش”، وتضرب ساشا كتف حبيبها جيمس لتلومه.. لأنه لا يحبها كما أحبكِ..!

لماذا لا نتزوج كالغربيين؟!!

سنحضّر الإشبينات ليمشين خلفنا في ممر طويل طويل.. ينتهي بالشيخ الذي ينتظرنا وينتظر الرسوم والإكرامية، سيأخذها ثم يقول: “أعلنكما زوجا وزوجة.. في السراء والضراء.. وحتى يفرقكما الموت”، وسنمر على النّجيل تحت عريشة من الورد الأبيض.. ويصفق لنا الجميع مع رشنا بالأرز المسكّر في عرس بلا تكاليف، ونعيش معا في بيت من خشب ونتغذى على “الأندومي” سريع التحضير غداءً وعشاءً، طبعا مع بعض دعوات العشاء الرومنسية على أطباق الكركند مع سلطة السلاحف الفوكلندية كل أسبوع..!

سأنجب منكِ ولدين “فالكون” و”إيجل” (عقاب وصقر)، وسنُجلي بعض الأشجار من الحديقة الخلفية ذات النّجيل لنقيم هناك مرآباً وملعباً للبيسبول والفرسبي كي نلعب مع صغارنا، ستكون لنا سيارتان.. إحداهما شاحنة فورد كبيرة للرحلات الشهرية وشراء اللوازم، والأخرى رياضية للتسكع ومشاوير العمل، هذا العمل الذي لم يعد يدرّ علي سوى مائة ألف دولار في العام !!.. ياللأجر البخس !!.. ماسح الزجاج في شركة “جون” يكسب ضعف هذا المبلغ..!

في سنيّ مراهقتهما سأكتشف أن “فالكون” و “إيجل” يدخنان الماريجوانا ويعاقران الخمر في الحانة القريبة، الشرطة تبحث عنهما فأذهب بنفسي لأعقد صفقة مع السلطات المحلية وأخرجهما بقيد مشروط، بعد سنوات من الأخذ والرد ينصلح حال عقاب و صقـ… آآآ.. آسف.. فالكون وإيجل، ويبدءان في تطوير منظومة جديدة من “الكومبيوتر ساينس” تشتريها منهما كبرى الشركات، فينجحان نجاحاً باهراً..!

سمعت أن الشباب – في بعض الدول – يدمنون ويشربون ولا يتورّعون عن شئ، ولا تجد أملاً في صلاحهم مهما حاولت؛ لأنه لا أمل لهم في غد أفضل ولا فرص تفتح ذراعيها لإستقبالهم، طريق الإدمان واليأس لا عودة منه لديهم.. ثم ينتهي بهم الأمر وهم يهوون من فوق أشهر جسور مدنهم، الحمد لله أننا “أميريكان سيتيزينز” إذاً..!

لماذا لا نتزوج كالغربيين؟!!

طبعا مشاكل الحياة لدينا وزوجتي ستترك ندوباً كبيرة يصعب إصلاحها، فتقول لي زوجتي: “ستيڤ.. لتس جيت ديڤورس”، لذا سننفصل بهدوء بلا قضايا ولا محاكم تنصف طرفاً على حساب طرف ..أو تخرب بيت طرف لأجل طرف، وطبعا لن يطالبنا كاتب العدل بثلاثين ديناراً ضريبة طلاق.. كما يحدث في مكان ما، عندها سأتزوج سكرتيرتي الشقراء “جاكلين” وأذهب للعيش معها في بيتي الجبلي الذي وفّرت ثمنه من راتبي في “بالتيمور”..

ولو حاولت زوجتي أن تأخذ نصف مالي حسب القوانين الأمريكية، فلتأخذه !!.. أنا مفلس أصلاً..!

فرق كبير بين أن تكون مفلساً يعيش في دول “تلبيس الطواقي” وأن تكون مفلساً أمريكياً، هناك ستفلس بعد أن حققت كل ما تصبو إليه، ستربي أولادك وتتنقل وتسافر وتشتري وتلعب.. وترى الرفاهية على حق، أقلها ستعرف بلدك!!

في البلاد التي نسيها الزمان.. ستموت مفلساً وأولادك يطمحون لأبسط حقوق القطط في الأزقّة..
غير مدركين للفرق بين الطموح
والحقوق…!!

 

 

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى