رؤية النص ودلالته في شعر سعد الدين شاهين
بقلم وعدسة: زياد جيوسي
من ضمن نشاطات رابطة الكتاب الأردنيين شبه اليومية وبالتعاون مع جمعية النقاد الأردنيين، كان اللقاء الأدبي النقدي مع الدكتور زياد أبو لبن والدكتور عبد الحميد المعيني للحديث عن مؤلفهما الجديد: ” رؤية النص ودلالته في شعر سعد الدين شاهين”، حيث تناول هذا الكتاب البحثي والنقدي في آن واحد وفي 363 صفحة غالبية أعمال الشاعر سعد الدين شاهين، ان لم يكن كلها حتى لحظة صدور الكتاب، حيث قام الباحثان بجهد استمر ما يزيد عن عام بجمع المقالات والدراسات من مواقعها المختلفة ومن ثم تحريرها وتوثيقها ثم ترتيب كل هذه المقالات ضمن ترتيب زمني يتناسب مع تواريخ صدور دواوين الشاعر، وتنسيقها وتبويبها مع الاهتمام بذكر اسماء النقاد والكُتاب وتوثيق هذه القراءات وتوثيق النصوص وعناوينها وكل ما يتعلق بنشرها.
والجدير بالاشارة اليه أن هذا الجهد البحثي ضم 41 دراسة ورؤية 30 ناقدا وقراءات لثمانية دواوين شعرية تناولت 225 قصيدة للفترة الزمنية منذ قبل عام 1990 وما بعد 2014 حتى تاريخ اعداد الكتاب ودفعه للنشر والتوزيع من خلال دار اليازوري في عمَّان عاصمة الأردن، مع ملاحظة ان جهد الدكتورين ابو لبن والمعيني لم يتدخل في اعطاء ملاحظات على النصوص والبحوث والدراسات، تاركين ذلك للمتلقي الذي سيقرأ الكتاب وهذه الدراسات والمقالات والبحوث.
وفي قراءة سريعة للكتاب اتفقت مع رأي الباحثين أن هذه الدراسات اجمعت على شاعرية الشاعر سعد الدين شاهين، ورأيت أن الوطن والحنين اليه كان له دور كبير في مسيرة الشاعر، فالوطن يسكنه ولا يفارقه، ومن ديوانه الأول حتى آخر ديوان كان الوطن وروح سعد الدين شاهين لا يفترقان ابدا، ومنذ بدأت اقرأ لسعد شاهين ما أصدره في السنوات العشر الأخيرة، كنت أرى أني أحلق في فضاء آخر لشاعر متميز وجميل، شاعر بسيط في سلوكه وعلاقاته ولكنه كبير في شعره وصوره، شاعر متواضع ويرى رغم كل اصداراته أنه ليس في عجلة “وما زالت اللوحة تتشكل وربما نورثها لغيرنا لتكتمل في يوم ما..”، هذا الشاعر الذي ولد بعد النكبة بعامين في خيمة من مئات الخيم في مخيم الدهيشة بالقرب من بيت لحم، وعاش طفولته الأولى في نفس المخيم لينتقل وأهله في رحلة الشتات الى مخيم الوحدات على أطراف عمَّان في تلك المرحلة الزمنية، وليبدأ الوعي بالتطور والنمو في حياته شاهدا على مراحل وطنية تركت أثرها على روحه منذ الطفولة، من تأميم قناة السويس مرورا بثورة الجزائر وصولا لهزيمة حزيران في بداية شبابه المبكر وانطلاقة الثورة الفلسطينية.
الكتاب الذي كانت خاتمته شهادة ابداعية عن الذات كتبها الشاعر، اختزلت مسيرة الحياة الشعرية والمعيشية والمهنية والنقابية للشاعر، فسلطت الضوء على مسيرة شاعر فأضافت للدراسات والقراءات عن دواوينه وتجربته الشعرية الشيء الكثير، فاستحق الكتاب الاهتمام لتميزه، ويستحق الدكتورين أبو لبن والمعين التقدير على هذا الجهد الكبير، الذي يشكل اضافة مختلفة ومتميزة في المكتبة العربية، بحيث استحقا وبجدارة دروع التكريم التي قدمت لهما من رابطة الكتاب الأردنيين وجمعية النقاد الاردنيين من خلال رئيس الرابطة الدكتور محمود الضمور تقديرا لجهودهما، واستحقت جلسة الحوار حول الكتاب الحضور الجميل والمشاركات العديدة من كتاب وأدباء وشعراء ومهتمين.