سامية مراشدة تكتب : وصايا الأب لأبنائه في عام الدراسي الجديد
رادار العرب- جلس الأب مع أبنه وأبنته بعد الدوام الأول من عام الدراسي في ذلك المساء ، فبدأ بتحضير اللوازم الدراسية فبدأ الأب بالتجليد الكتب كما في في حال كل عام ، وبدأ على الأب حالة من الضجيج الفكري يلاحقه بعض التمتمات التي كاد يفهما الأبناء ، ومن ثم بدأ بالنصح على النحو التالي ، وباللهجة العامية بدأ الأب بالقول : يا بنيي ترى هذا الكتاب جبناه من أبن عمك صحيح انه مستخدم وعليه شوية خرابيش لكن يا يابا بمشي حاله هاي السنة ، هز برأسه الأبن وقال ماشي يابا متل ما بدك ، وبعدها تناول الدفتر وقال لأبنه : با بيي ترى الدفتر في ١٠٠ ورقة بتكفيك للفصل الأول كامل ، وكان الرد من الأبن ماشي يا يابا مثل مابدك رح يكفن ، وبعدها احضر الأب القلم الرصاص فبدأ الأب يتمايز القلم ،فسأل الأب ابنه يا بنيي لو جبت قلم رصاص العادي مش احسن من ابو فعطات ؟؟، رد عليه الأبن فقال يا يابا هيك بنوفر حق البراية ، فأبتسم الأب لأبنه وشعر في لحضة أن الأبن فهم عليه وأدرك أنه يشاطر فكرة بكيفية إدارة نهج التوفير وتأمل الأب في أبنه خيراً، وبعدها أتى دور الممحاة ، فكانت وصاية الأب بالتشديد على الممحاة ، فقال الأب لأبنه يا بوي كل شي ولا المحاي حرص عليها لا تعيرها لزميلك وتنساها معه ، قال الأبن للأب للدرجة هاي يا يابا ، فجاوب الأب أنا مش غشيم عنك يا بنيي ، وبعد كل هذه التوصيات فكانت عينه تتجه لأبنته أيضا وهي تجلس مع أمها وهي تقول يا أمي ما أجا وقت نغير حقيبة العام الماضي ، فسمع الأب ابنته فقال يا بنتي حقيبتك أصليه بتمشيكي كمان سنة، فقالت البنت ماشي يا يابا وطيب المريول قال لزوجته دبريها من عندك يا أم لعيال ، لهون كانت الأمور تمام والأب مسيطر على موضوع لوازم المدرسية ، وبعدها أتت النصائح العميقة ، فنظر لأبنه وأبنته وقال يا ولاد ترى انا بعرف وضع مدرستكم يا دوب فيها مقاعد للطلاب لهيك يا اولاد معلش اتحملوا بعضكم يعني لو حشروكم بصف واحد فيه ٤٠ طالب او أكثر عادي يا ولاد اتحملوا ،واذا قعدوكم بنفس المقعد مع طالبين كمان يا ولاد اتحملوا ، فأستغرب الأبناء بتلك النصائح واستمرت النصائح ، واذا لقيتكم مقاعدكم قديمه وخربانه ومفكوكة ومحفرة كمان اتحملوا مثل ما اتحمل غيركم في أعوام الماضية ، وأياكم يا أولاد لا تتذمروا من المعلمين على تقصيرهم لا سمح الله ،فيابا ترى المعلمين الله يكون بعونهم بدهم يدرسوا فوق الاربعين طالب هذا اذا مش اكثر ب ٤٥ دقيقة ،واذا ما فهمتوا الدرس معلش يا اولاد قولوا مش فاهمين ،واذا ما عادولكم الدرس ساعيتها بتروحوا على بنت الجيران هي مدرسة خصوصي بتساعدكم ، واذا احتجتم لقضاء حاجة يا أبنائي أوعكم تقولوا مافي بالمدرسة تواليت أو مالقيتم ميّ لغسل الأيدين ، وبعدها يا أبنائي التزموا بالصفوف حتى لو المدرس سمحلكم بالترويحة وخبروا الأستاذ كيف نقضي وقتنا بالشوارع وعلى الرصيف ؟؟ شو نقوله المدرسة مافيها معلمين ؟ ولا نطينا من السور ؟ ترى أبونا بزعل علينا وبحكيلنا أحنا مش شغل دراسة .
وكانت هذه آخر الوصايا فما حاجة رب الأسرة الى تعليم يحتوي أبنائه بكل مصداقية ، وحاجته الى مدرسة حكومية تنافس مدارس أوروبا كما كانوا يقولون ، بعد ما تغاضى رب الأسرة عن التوجه للمدارس الخاصة لقلة قدرته المالية في هذه الضروف الأقتصادية الصعبة وحتى على التربية والتعليم أن تلتزم بنهج التعليمي بأعلى درجة من الأمتياز ، الأب أصر على التحمل اشد التحمل لأجل استمرار التعليم والبحث عن بديل يلائم قدراته ،وهذا حال جميع الأسر الأردنية ، فنتمنى من التربية والتعليم الأخذ بعين الأعتبار مقدار صبر المواطن بقصد عدم الحرمان من الدراسة بسبب سوء الأحوال الأقتصادية، وأن التربية والتعليم ولمرات عدة في كل عام تبدأ بقلة الصفوف وعدم توفر المعلمين والكتب ، لهذا أمّا آن الأوان في تحسين نوعية التعليم وتوسعة المدارس ودراك الخلل السنوي ؟ ، وأن يجب على التربية والتعليم أن تتابع بكثف حال الطلاب في المدارس الحكومية في الجنوب واقصى الشمال في القرى والمحافظات بشكل استمراري وبكل جدية وهذا المطلوب دائما ،عام دراسي جديد ناجح حافل بالعطاء نتمناه لجميع الطلاب والقائيمين على وزارة التربية والتعليم مع كل المحبة والأحترام .
سامية المراشدة