ماذا بعد؟
يسرى ابو عنيز- بعد أن اصدرت المحكمة الإدارية، يوم امس الاحد بوقف اضراب المعلمين،وبعد أن رفضت نقابة المعلمين الأردنيين، مقترحات الحكومة لانهاء الإضراب الذي دخل اسبوعه الرابع، وبعد أن فشلت مشاورات الحكومة مع ممثلي النقابة، وبعد أن فشل ايضاً اجتماع النقابات ليلة امس للوصول لحل، وهنا نقول ماذا بعد؟
ماذا بعد كل هذه المشاورات؟وماذا بعد كل هذا الاحتقان بين اولياء الأمور والمعلمين من جهة، ومجلس نقابة المعلمين والحكومة الأردنية؟ هل سينتهي الإضراب ويعود الطلبة الى مدارسهم، بعد أن شارف الشهر الأول،من الفصل الدراسي الأول على الانتهاء، دون أن يلتحق الطلبة بصفوفهم، ليحصلوا على حقهم في التعليم.
ماذا بعد كل هذا التوتر في بيوت الاردن، وشوارعها الناجم عن الإضراب ؟ وماذا بعد كل هذا الهدر للوقت للطرفين من معلمين وطلبة من جانب، وللحكومة ونقابة المعلمين من جانب آخر؟ وماذا بعد لتلك الخسائر الناجمة عن توقف التدريس في مدارس المملكة منذ شهر تقريبا؟.
من حق المعلم ان يطالب بحقوقه، ومن حقه أن يتحسن مستوى المعيشة له، ومن واجبه ايضاً ان يقوم بدوره في التعليم، والا يدفع الثمن في التعويض، بعد أن مضى شهر على دوام المدارس الحكومية، والخاصة في الأردن، ولم يتم انجاز اي شيء في المناهج الدراسية، علما بأن المتضرر من كل هذا التأخير هو الطالب، والمعلم.
ومن حق الطالب في المدارس الحكومية ايضاً ان يحصل على التعليم، وان يلتزم بالدوام في مدرسته، والا يكون هناك أي تأخير في المناهج الدراسية، ومن حقه ايضا ان يكون بعيدا كل البعد عن المعركة الدائرة بين نقابة المعلمين، والحكومة، وان تكون الامور اكثر مرونة مما هي عليه بين جميع الأطراف، والابتعاد عن سياسة الندية بين طرفي المعادلة سواء من قبل نقابة المعلمين، او الحكومة.
ماذا بعد؟ سؤال يطرحه كل مهتم بإضراب المعلمين، كما طرحناه، ويطرحه اولياء الأمور بعد أن طفح بهم الكيل، نتيجة لاستمرار الإضراب، وعدم الوصول لحلول من قبل جميع الجهات ذات العلاقة، ترضي نقابة المعلمين، واصرارها على علاوة
الخمسين بالمئة كاملة، حتى ولو كان ذلك بالاعتراف بها.
وبعد،ماذا بعد لو لم ينتهي الإضراب، ويعود الطلبة لمدارسهم؟ وماذا بعد لو دخلنا في الشهر الثاني من الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجديد،ولم يتم التدريس في مدارس المملكة الحكومية، في الوقت الذي يستعد فيه طلبة المدارس الخاصة لتقديم امتحان الشهر الأول، ومن سيتحمل ذنب اكثر من مليون طالب وطالبة، باتوا رهائن لقرارات لا علاقة لهم بها ؟.