السعودية: قفزات نوعية في السياسة والاقتصاد وخدمة الإنسان والمقدسات

كتب أ.د. محمد الفرجات
منذ بزوغ رؤية السعودية 2030 بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شهدت المملكة تحولات غير مسبوقة طالت كل جوانب الحياة: من الاقتصاد إلى السياسة، ومن المجتمع إلى الثقافة، ومن خدمة الحجاج والمعتمرين إلى بناء مدن المستقبل. تحولت السعودية إلى نموذج عالمي في سرعة الإنجاز، ودقة التخطيط، والقدرة على تجاوز التحديات.
أولاً: السياسة الخارجية والداخلية: حكمة التوازن وتأثير عالمي متنامٍ
تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، أصبحت السعودية لاعبًا محوريًا على الساحة الدولية، ومركزًا دبلوماسيًا لحل النزاعات الإقليمية. من أبرز ما تحقق:
إعادة العلاقات مع إيران بوساطة صينية، ما يؤكد نهج التوازن والواقعية السياسية.
الانفتاح العالمي عبر زيارات لزعماء دول كبرى وتوقيع اتفاقيات استراتيجية مع أمريكا، الصين، روسيا، الهند، وفرنسا.
تعزيز الدور الإقليمي في حل النزاعات العربية (في اليمن، السودان، سوريا).
تمكين المرأة سياسيًا عبر تعيين أول سفيرة للمملكة (في واشنطن)، وإشراك المرأة في المجالس والهيئات الحكومية.
ثانيًا: الاقتصاد والتحول الوطني – من الاعتماد على النفط إلى التنوع والاستدامة
كان للاقتصاد النصيب الأكبر من التحول، حيث قاد ولي العهد عملية إصلاح شاملة عبر رؤية 2030، هدفت إلى تقليل الاعتماد على النفط. من أبرز الإنجازات:
نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة فاقت 8.7% في 2022، الأعلى بين دول مجموعة العشرين.
صندوق الاستثمارات العامة وصل حجمه لأكثر من 700 مليار دولار، مع خطط للوصول إلى تريليون دولار بحلول 2025.
نيوم: مدينة المستقبل الذكية باستثمارات تفوق 500 مليار دولار، تعكس فلسفة الابتكار والاستدامة.
إطلاق مشاريع كبرى مثل ذا لاين، أوكساچون، البحر الأحمر، القدية.
دخول السعودية في قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، الألعاب الإلكترونية، وتصنيع السيارات الكهربائية.
ثالثًا: خدمات الحرمين الشريفين والحجاج – تجربة روحانية بمعايير عالمية
خدمة الحجاج والمعتمرين هي في قلب سياسة المملكة، وقد شهدت طفرة نوعية:
مشروع التوسعة الكبرى للحرم المكي رفع الطاقة الاستيعابية لأكثر من 2.5 مليون مصلٍ.
تسهيل تأشيرات العمرة الإلكترونية في دقائق فقط لأكثر من 70 دولة.
مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة والمدينة في أقل من ساعتين، وبلغت تكلفته 60 مليار ريال.
في رمضان 2024، استقبلت المملكة أكثر من 122 مليون زائر ومعتمر في موسم واحد، وهو رقم قياسي يعكس كفاءة إدارة الحشود.
إدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الإرشاد وتنظيم الحشود والنظافة والتوعية الدينية.
رابعًا: التعليم والابتكار – إعداد أجيال جديدة لعصر جديد
شهد قطاع التعليم إعادة هيكلة كبرى:
إنشاء الجامعات التخصصية مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وجامعة نيوم.
تمويل البحث العلمي بـمبالغ ضخمة وتقديم منح دراسية لأكثر من 70 ألف طالب سعودي بالخارج.
تشجيع الابتكار عبر برامج مثل موهبة، ومنصة مستقبل التعليم الرقمي.
خامسًا: الثقافة والترفيه والرياضة – السعودية تنبض بالحياة
في خطوات غير مسبوقة، أعادت المملكة تشكيل ملامح الحياة الاجتماعية:
تنظيم أكبر المواسم الترفيهية في المنطقة مثل موسم الرياض الذي استقبل أكثر من 15 مليون زائر في نسخة 2023.
استضافة أحداث عالمية مثل سباق الفورمولا 1، نزال الملاكمة العالمي، وحفلات كبرى لفنانين عالميين.
الاستثمار في الرياضة، خاصة كرة القدم، باستقطاب نجوم عالميين مثل رونالدو ونيمار وبنزيما.
سادسًا: البيئة والاستدامة – السعودية الخضراء
إطلاق مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر لزراعة أكثر من 10 مليارات شجرة.
التزام المملكة بـ الحياد الصفري للكربون بحلول 2060.
بناء المدن الذكية التي تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة.
العلاقات الأردنية السعودية: تاريخ من الأخوة والتكامل
تُعد العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية نموذجًا فريدًا في التآخي العربي، تجسده الروابط المتينة بين القيادتين، المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وجلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله.
محطات هامة في العلاقات:
دعم اقتصادي سعودي مستمر للأردن، عبر المنح والاستثمارات والصناديق التنموية.
مجلس تنسيق سعودي أردني مشترك لتطوير التعاون الاستراتيجي.
تطابق في الرؤى حول القضايا الإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية.
مشاركة قوية في المشاريع الإقليمية مثل الممر الاقتصادي الهند – الخليج – أوروبا.
الروابط الشعبية:
آلاف الأردنيين يعملون في السعودية ويشكلون جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي هناك.
زيارات متبادلة مستمرة بين الشعبين في العمرة والسياحة والعلاج والتعليم.
تمازج ثقافي وقيم اجتماعية متشابهة تعزز المحبة والتقارب.
إن المملكة العربية السعودية اليوم، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، تسير بخطى واثقة نحو الريادة العالمية، وتحقيق الرفاه والاستدامة لشعبها ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها. كما تبقى العلاقات الأردنية السعودية ركيزة استقرار إقليمي، وجسرًا دائمًا نحو تكامل عربي اقتصادي وسياسي يخدم مصالح الشعوب.