جمعية الحفاظ على التراث المصري تتصدى لمحاولات طمس الهوية المصرية
أكد المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية الحفاظ على التراث المصري دور الجمعية الهام منذ تأسيسها في عام 2006 بالتصدي لمحاولات طمس الهوية المصرية من قبل جماعات التطرف الديني والتيارات الداخلية والخارجية حيث حققت الجمعية نجاحاً متميزاً طيلة تلك الأعوام.
وفي حوار الراهب مع موقع رادار العرب أشار إلى أن الجمعية وضعت اهتمامها الحالي بالجيل الجديد من الاطفال والشباب لتعريفهم بالتراث المصري واهمية الحفاظ عليه في مختلف مجالاته .
واشار الراهب إلى ان الجمعية نفذت منذ تأسيسها 150 رحلة في جميع انحاء مصر شملت كل المحافظات، بل وانفردت بزيارات لأماكن اثرية لا يسلط عليها الضوء ، وذلك بهدف تعريف المشاركين بهوية تلك الاماكن وتاريخها العظيم .
واستكمل الراهب بأن الجمعية تختار سنويا محافظة معينة لتنظم فيها مؤتمرا لتعريف المشاركين بالتراث الخاص بها وضرورة الحفاظ عليه.
كما وأشار الراهب إلى ان الجمعية وفي اطار اكتشاف مواهب الاطفال قد اطلقت برنامجا تحت اسم “البراعم المصرية” والذي يشمل جميع الفنون ،وخاصة الفن التشكيلي من سن 6 سنوات الى 17 عام ، حيث ساهم هذا البرنامج في اظهار العديد من المواهب التي كانت مغمورة، واظهرتها للمجتمع من خلال المشاركة في معارض أُقيمت في أهم القاعات الكبرى في مصر والتي لاقت نجاحا باهراً، خاصة وأن بعض تلك الأعمال تم بيعها لمحبي ذلك النوع من الفن.
وبحسب الراهب، فإن الجمعية لمست اهتمام الشعب المصري واعجابه بهؤلاء الاطفال المبدعين خلال زيارات عديدة للمتاحف والشوارع الأثرية والتراثية والتي قام الاطفال برسمها باقلامهم كنوع جديد من التوثيق للهوية المصرية، بالاضافة لحماسهم في المشاركة في هذا البرنامج كنوع جديد ومميز من تقديم التاريخ لهم بعيداً عن المناهج الجافة التي يتلقونها في المدارس والجامعات.
وعن التحديات التي تواجهها الجمعية فقد وصفها الراهب بأنها كثيرة ومتعددة ومن أهم اسبابها أن المجتمع المدني لم يأخذ دوره الحقيقي في مصر ،متأملاً أن يصل إلى هدفه خلال السنوات القليلة المقبلة.
واستذكر الراهب دور الجمعية في عدد من القضايا المهمة تراثيا والتي ساهمت في وضع حلول لها ومنها ايقاف مستحقات شركة مصرية كانت مسؤوله عن ترميم هرم سقارة بعد أن شنت هجمة عليها بعدم اهليتها والمطالبة باستكمال الترميم من خلال شركة أجنبية ، حيث شكلت الجمعية لجنة من المهندسين والخبراء الاثريين وقامت بزيارة لموقع الهرم والاطلاع على الاعمال التي قامت بها الشركة وتم اعداد تقرير مهني وعلمي يثبت أن الشركة قامت بعملها على اتم وجه، والذي لاقى قبولاً لدى حكومة المهندس “ابراهيم محلب” انذاك ، والذي بدوره قرر صرف مستحقات الشركة واستكمال عملها.
وفي قضية اخرى شغلت الحكومة المصرية في وقتها وهي لدير في وادي الريان في محافظة الفيوم ، وهو دير القس مكاريوس الذي كان هناك رغبة لشق طريق يمر من خلاله ،والذي سيؤدي لهدم بعض من اجزائه التي لها اهمية عظيمة تاريخيا عامة وقبطية على وجه الخصوص ، حيث شكلت الجمعية لجنة من الخبراء وقد وصلت اللجنة لامكانية تغيير مسار الطريق والذي وجد توافقاً عليه من جميع الأطراف .
كما استكمل الراهب ذكر دور الجمعية في تصديها لمشروع بناء جسر للمشاة في شارع الأزهر والذي تتشكل خطورته بوجوده في حرم الاثر مما يتسبب بضياع البانوراما الخاصة به ويزيد من نسبة التلوث بالمكان، حيث قامت الجمعية بمخاطبة الجهات المسؤولة التي اخذت المخاطبات على محمل الجد وقررت وقف العمل به.
وشدد الراهب على أهمية اجراء تعديلات على المناهج الدراسية لاثرائها بالتاريخ المصري لأن نصيبه بها فقير بعض الشيء مع النظر لاهميته ودوره في زيادة الانتماء والوعي لدى الطالب ، بالاضافة لاهتمام الجمعية بتنمية المجتمع المدني في محيط الاثر وفائدته المعنوية والاقتصادية التي ستعود عليه والعمل على رفع تلك البيئة لتشجيع الزائرين.
وأعلن الراهب عن اطلاق مبادرة “حورس ينتصر” والتي جاءت تسميتها نسبة للرمز التاريخي لدى قدماء المصريين وهو الصقر الذى ارتبط اسمه بمعظم ملوك مصر وصار رمزًا للانتصار والحماية والتي يشرف عليها الدكتور “جهاد أبو العطاء” عضو الجمعية واستاذ في جامعة عين شمس، والتي تعمل على تأكيد الهوية واعادة احياء انتصارات مصر لدى الاجيال القادمة من خلال لقاءات مع الطلبة في المدارس والجامعات .
ونوه الراهب الى الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة المصرية بدعمها لوجستياً للجمعية من خلال فتح قاعاتها ومراكزها الثقافية أمامها، وذلك من اجل تقديم الدورات و الندوات والانشطة المختلفة في جميع انحاء الجمهورية، متأملا زيادة ذلك الدعم “اللوجستي” خاصة وأن الجمعية لمست ما وصفه انكماشاً للانشطة العامة المدعومة منها في الايام الأخيرة، مرجحا إلى أن الامر قد يعود لزيادة الجهات والانشطة المستفيدة من الوزارة.
تحرير : محمد الشامي
https://www.youtube.com/watch?v=DnQyq4nzivg&t=26s