فشة غل
يسرا ابوعنيز – الاضرابات، الإعتصامات، التلويح بالتصعيد نتيجة لعدم ايجاد الحلول المناسبة لمشكلة معينة، او لقضية معينة، الإضراب عن الطعام، حرق الإطارات، وإغلاق الطرق،والمسيرات، مثل هذه الأمور وغيرها تدخل في الطرق التعبيرية عن فشة الغل، عندما يصل الإنسان الى مرحلة يشعر فيها بأن جميع الأبواب مغلقة بوجهه.
غير أن اسوأ الطرق التي يلجأ إليها بعض الأشخاص احياناً، لفشة الغل وذلك حينما يصلون إلى مرحلة اليأس، تلك التي يبدأ فيها الإنسان بتدمير نفسه، ومن حوله، ملحقا الضرر بنفسه احياناً، وبمن حوله في احيان اخرى، حيث يقوم بعضهم بحرق نفسه، او الإنتحار بأي طريقة اخرى لينهي حياته بلمح البصر، دون التفكير بأي شيء من بعده.
وهناك من يقوم بالحاق الضرر بالآخرين، وذلك للتعبير عن فشة الغل لديه، وخاصة تلك التي تتخلل بعض المسيرات، والاعتصامات، مثل القيام بأعمال الشغب، والتخريب، وحرق الممتلكات العامة، والخاصة، واطلاق العبارات المسيئة للآخرين، وقد يلحق الضرر بممتلكات الوطن كالمراكز الأمنية، والمؤسسات والدوائر الحكومية الاخرى، دون الإحساس بالمسؤولية تجاه أي شيء.
ومثل هذه التصرفات، سواء منها التي تتعلق بالحاق الضرر بالآخرين، او بالنفس، او الاساءة للآخرين، على قاعدة فشة الغل، فإنها امور خارجه عن المألوف، بالنسبة للمجتمع الأردني، كما أن الكثير من هذه الأمور دخيلة على مجتمعنا، مثل قضايا الإنتحار.
وقد تكون فشة الغل، او التنفيس عما يجول بخواطرنا، او التعبير عن عدم رضانا عن امر معين، بالكتابة عن هذا الشيء، او الحديث عنه،او الرسم، او ممارسة رياضة المشي، والجري، دون أن نلجأ لإلحاق الضرر بأنفسنا، ولا بالآخرين، ولا حتى بالممتلكات سواء كانت خاصة او عامة.
وبذلك يكون اي شخص منا، قد عبر باسلوب حضاري عما يجول بخاطره، او خفف من التوتر الذي يعاني منه، جراء المشكلة التي يعاني منها، او يكون قد تخلص من الأمور التي يعاني منها ايضاً، من خلال فشة الغل، او التنفيس عن همومه، دون أن يكون هناك أي خطأ، او ضرر.
وبذلك فإننا نتجنب الاساءة للآخرين، وكذلك لأنفسنا، خاصة أن الكثير من الأشخاص ازهقوا ارواحهم في لحظة ضعف، وبطرق بشعة جدا من باب فشة الغل، رغم أن المشكلات التي كانت تواجههم كان من الممكن أن يوجد لها الحلول بكل سهولة، كالاخفاق في امتحان الثانوية العامة، او في الجامعة، او فشل قصة حب،او عدم وجود الوظيفة المناسبة.