وسائل التواصل الاجتماعي
يسرا ابوعنيز – لم تعد حياة الناس في مأمن بعد تطور وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تعد هناك خصوصيات للبشر، بعد هذه الثورة المعلوماتية الهائلة،ولم تعد تخفى لا شاردة، ولا واردة الا ويتم نشرها عبر هذه الوسائل، والتي اصبحت سلاحا ذو حدين.
وذلك لكون الكثير من الأشخاص، اصبحوا يستخدمون هذه التكنولوجيا الحديثة لغير الأهداف والاستخدامات التي جاءت من اجلها ، حتى اصبحت تشكل خطراً على مستخدميها، بل والحقت الضرر ببعض مستخدميها، كنتيجة طبيعية للإستخدام الشخصي الخاطئ لها.
لنجد ان هناك من يقوم بنشر غسيله كما يقولون، من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، كالفيس بوك، والواتس، والانستغرام، وغيرها من الوسائل، كأن يتم نشر ما يأكل هؤلاء، وما يشربون، وتنقلاتهم، ورحلاتهم، وزياراتهم الأسرية، وعلاقاتهم الخاصة، وصولهم الشخصية، حتى قضوا على الخصوصية في حياتهم الشخصية، لتجد ان جميع تفاصيل حياتهم، معروفة لدى الجميع، بل وموثقة ايضاً.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل إن وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة الواتس اب منها، وفي تلك الحالات بالذات، فقد اصبحت منابر مفتوحة لأساليب الشتائم المتبادلة بين الكثير من الناس، وبخاصة النساء منهم، ومنابر مفتوحة لأساليب الردح المتبادل بينهن.
اما الفيس بوك، فهو الآخر منبر اخر لتبادل الإتهامات، والتعليقات على المنشورات، والتي تصل احياناً الى حد التجريح ببعضنا البعض، وأحيانا التشهير ببعض الأشخاص، ونشر المواضيع العامة والتي تبتعد كل البعد عن الحقيقة، ليكون كاتبها هو الحاكم والجلاد في الوقت ذاته.
ولعل اخطر هذه الأمور على الاطلاق، هو نشر الصور، والمعلومات، والبيانات الخاصة بالنسبة للاشخاص، وبالذات للنساء، وهنا يكمن الخطر الحقيقي، حيث يستغل بعض الأشخاص هذه الصور والبيانات، لتبدأ عملية الابتزاز لأصحابها، والتهديد بتشويه سمعتهم، في حالة لم يقوموا بدفع المبالغ المالية المطلوبة منهم.
ورغم تسجيل العديد من هذه القضايا، ورغم التحذيرات المستمرة من قبل الجهات ذات العلاقة، سواء للفتيات او بقية افراد المجتمع الا ان هذه الأمور مستمره، والابتزازات مستمرة، كنتيجة حتمية لسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ليثبتوا انه لا حياة لمن تنادي.