سر المخبأ السرى الذى اشتراه البغدادى قبل مقتله
كتب طارق عبد العزيز.
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أن زعيم تنظيم “داعش”، أبوبكر البغدادي، دفع عشرات الآلاف من الدولارات لعناصر جماعة إرهابية منافسة من أجل توفير ملاذ له في مكان يصعب توقع وجوده به في شمال غرب سوريا.
هاذا وذكرت الصحيفة الأمريكية إن البغدادي قبل مقتله تمكن من الاختباء في جزء غير متوقع في سوريا، في معقل جماعة منافسة، وكان يدفع أموالا لعناصرها من أجل حمايته، وفقا لإيصالات سداد حصل عليها باحثون.
وأظهرت الإيصالات، التي تمثل نماذج معتادة لدفاتر حسابات “داعش”، أن التنظيم دفع ما لا يقل عن 67 ألف دولار لعناصر من جماعة “حراس الدين”، وهي فرع لتنظيم “القاعدة” ومنافس لدود لتنظيم “داعش”.
ونقلاً عن مسؤولين أمريكيين اثنين (لم تحدد هويتهما)، قولهما إن البغدادي وصل إلى المجمع في إدلب بحلول يوليو والجماعة المنافسة أبقت أمره طي الكتمان، لكنه في النهاية تعرض لخيانة أحد المقربين منه؛ ما أدى إلى مقتلة في غارة للقوات الأمريكية الخاصة.
وكانت القوات الأمريكية قد حصلت على عدد من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة من مجمع البغدادي، وفقا للبنتاجون.
هاذا وقد أمضى البغدادي شهوره الأخيرة في فيلا معزولة في “باريشا”، وهي قرية بمحافظة إدلب تهيمن عليها جماعات إرهابية متناحرة قرب الحدود التركية، كان من المفترض أن تكون مكانا لا يرحب بزعيم داعش، ناهيك عن ملاذه الأخير لأنه أصبح أحد أكثر الرجال مطاردة في العالم
وأوضحت الصحيفة أن دفتر الإيصالات، الذي عثرت عليه في سوريا عناصر تابعة لعميل الاستخبارات الأمريكي المتقاعد أسعد المحمد، تشبه عشرات الإيصالات التي تركها عناصر التنظيم في المكاتب التي كانوا يحتلونها في سوريا والعراق.
ويحتوي الدفتر على 8 إيصالات مؤرخة من أوائل عام 2017 إلى منتصف 2018 تُظهر مدفوعات “داعش” لأعضاء “حراس الدين” مقابل معدات أمنية وإعلامية والرواتب والنفقات اللوجستية، وتحمل شعار وزارة الأمن في دولة “داعش”، وقّع عليها رجال تم تحديد هويتهم على أنهم مسؤولون في “حراس الدين.
ويذكر أحد الإيصالات الصادرة في صيف عام 2018 أن المبلغ المطلوب هو 7 آلاف دولار “لدفع تكاليف إعداد الإخوة القادمين من محافظة الخير”، وهو الاسم الذي أطلقه “داعش” على المنطقة المحيطة بدير الزور في شرق سوريا؛ ما يعد مؤشرا على أن “حراس الدين” كانت تساعد في نقل عناصر “داعش” إلى خارج المنطقة حيث تعرضوا لضغوط من قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة.
من جانبه، قال المحمد، وهو الآن باحث في برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف، إن الإيصال أظهر أيضا على ما يبدو أن “داعش كان يحاول اختراق حراس الدين”، في وقت تعتبر فيه المجموعتان نفسيهما أعداء.
بدوره قال أيمن جواد التميمي، وهو باحث سوري مستقل، إن السجلات لا تشير إلى وجود تحالف على المستوى التنظيمي بين الجماعتين.
واستشهد الباحث السوري ببيان صادر عن “حراس الدين” في فبراير/شباط دعا عناصره إلى تجنب الاتصال بأعضاء “داعش”، وإعلان “داعش” في رسالته الإخبارية الأسبوعية في أبريل 2018 أن أعضاء “حراس الدين” يجب إقصاؤهم.
وبعد مراجعة الإيصالات الـ8، خلص التميمي إلى أنها لا تبدو مزورة، بناءً على المصطلحات التي يستخدمونها وعلامات الإيصال، التي تطابق سجلات “داعش” الأخرى.
هاذا وقد أقر تنظيم داعش الإرهابي، مساء الخميس، بمقتل أبوبكر البغدادي، وأبوالحسن المهاجر المتحدث باسم التنظيم، وأعلن اختيار أبوإبراهيم الهاشمي القرشي لقيادة التنظيم الإرهابي، وأبوحمزة القرشي متحدثا باسم التنظيم، فيما لم تتوافر حتى اللحظة أي معلومات حول هذين الشخصين.
والأحد الماضي كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عن أن مقتل البغدادي استغرق ساعتين، وشارك فيه نحو 8 مروحيات، وأن القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي له بعد مقتله مباشرة.