مؤسس شركة هواوي ورئيسها التنفيذي يلتقي بمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام العربية في مقر الشركة بمدينة شنزن الصينية
التقى مؤسس شركة هواوي ورئيسها التنفيذي رن زنجفي مؤخراً بمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام العربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مقر الشركة بمدينة شنزن الصينية، مسلطاً الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها هواوي في مجال التحول الرقمي ومساعيها الحثيثة لرفد مسار الرقمنة وتطوير البنى التحتية وشبكات الاتصالات وتقنية المعلومات والمدن الذكية في المنطقة بأحدث التقنيات المبتكرة التي تنتجها الشركة. كما ناقش معهم توجهات أعمال الشركة خلال المرحلة الحالية والمستقبلية وخطط دعم الشركاء المحليين في مجال توسيع نطاق الخدمات الرقمية لتشمل عدداً أكبر من الأشخاص والمنازل والمؤسسات.
وأشار الرئيس التنفيذي في هواوي إلى أن العالم العربي يمتلك تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالإنجازات لا سيما في مجال الرياضيات والهندسة والتصميم الهندسي.
وقال زنجفي: “نحن فخورون جداً بطريق الحرير الذي أنشأه أسلافنا ليربط بين حضارات الصين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. ونرى أنه الاستمرار على نهج مبادرة طريق الحرير عند التعامل مع الرقمنة وتقنية الجيل الخامس وطرق نقل البيانات بسرعات عالية لأن ذلك من شأنه أن يدفع النمو الاقتصادي في المنطقة بأسرها”. وأضاف زنجفي: “سيصبح الشرق الأوسط واحدة من أفضل المناطق المهيأة للاستفادة من تقنية الجيل الخامس في العالم، وستمثل هذه التقنية الثورية البنية التحتية لهذه الحضارة الناهضة من جديد”.
شهدت شبكات الجيل الخامس انتشاراً واسع النطاق في المجال التجاري حول العالم، وجاءت بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مقدمة الدول التي تبنت تقنية الجيل الخامس لاستخدامها على المستوى التجاري حيث باتت تحتل موقع الصدارة في هذا المجال.
وفي معرض حديثه عن توسيع نشر شبكات الجيل الخامس على وجه الخصوص، أشار زنجفي إلى أن هذه التقنيات المتطورة ستساعد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على جسر الفجوة الرقمية والمساهمة في تطوير الثقافة والتعليم. وأوضح زنجفي كيف أن هواوي نفسها اعتمدت بشكل كبير على فريقها وذكائهم من أجل التوسع، ولم تعتمد على الموارد الطبيعية وحدها.
وتابع مؤسس عملاق التكنولوجيا الصينية قائلاً: “يكمن مفتاح النجاح في نهوض أي بلد أو أمة بالتعليم. فالعلم أصبح نفط العالم وغاباته وثروته المعدنية، ويمكن للتقدم المحرز في تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي أن يحقق للمجتمع ثروةً أكبر من أي وقت مضى. ولكن لا بد من استخدام الموارد لتدريب الأشخاص وتوفير الدعم لهم في عصرنا الذي تمثل فيه تقنية المعلومات والاتصالات محركاً رئيسياً للإنتاج”.
وتحدث السيد رن زنجفي بشفافية عن تحديات الأمن السيبراني في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، والعلاقة المتطورة لشركة هواوي مع شركات التكنولوجيا الأمريكية. وقال: “عندما ترى الدول أن ثروتها الحقيقية تكمن في الموارد المادية التي تملكها، فإن الحدود الجغرافية تصبح مهمة للغاية. إلا أن التقنيات الرقمية هي ثروة عالمية وتتجاوز هذه الحدود”.
وأكد أن شركة هواوي تُجري حالياً مباحثات مع دول من جميع أنحاء العالم بشأن توقيع اتفاقية “حظر الأبواب الخلفية” لحماية البيانات على شبكاتها. وفي حديثه عن البنى التحية مثل المحطات الأساسية لتقنية الجيل الخامس وشبكات نقل البيانات والشبكات الأساسية، قال زنجفي إن هواوي لا تعتمد على الأجزاء أو المكونات الأمريكية على الإطلاق، ولذلك لن يتأثر هذا الجانب بالعقوبات الأمريكية.
تُعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم سوقاً له أهميته بالنسبة لشركة هواوي على مستوى العالم، وقد التقت الشركة خلال فعالية “يوم هواوي للابتكار 2019 في الشرق الأوسط” التي أقامتها هذا الشهر بخبراء من قطاعات الحكومة والاتصالات وقطاعات المشاريع بهدف التوسع السريع بمشروع شبكة الجيل الخامس، وابتكارات الذكاء الاصطناعي ودعم مطوري تقنية المعلومات والاتصالات المحليين.
وفي هذا الإطار، قال رن زنجفي: “نحن ماضون قدماً في نشر هذه التقنيات الجديدة في المنطقة والاستثمار في المستقبل لصالح البشرية. فهدفنا الأساسي المساهمة في دعم مسيرة تطوير المجتمعات”.
وتأتي لقاءات الرئيس التنفيذي الأخيرة مع وسائل الإعلام بعد فترة وجيزة من إعلان هواوي عن نتائج أعمالها للربع الثالث من العام 2019، حيث ارتفعت إيراداتها العالمية بنسبة 24,4% على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، كما تابعت الشركة تركيزها على مشاريع البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات والأجهزة الذكية، وجهودها الرامية إلى المساعدة في بناء عالم ذكي متصل بالكامل.
يُذكر أن أكثر من 700 مدينة، و228 شركة من بين 500 شركة مصنفة في قائمة فورتشين جلوبال، من بينها 58 شركة من ضمن المئة شركة الأولى على القائمة، اختارت شركة هواوي كشريك لها في مشروع التحول الرقمي بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2019.