يا فرحة ما تمت
يسرا ابوعنيز – يا فرحة ما تمت، ولم تكتمل بعد افراج العدو الصهيوني يوم الاربعاء الماضي، عن اثنين من المعتقلين الاردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هبة اللبدي، وعبد الرحمن مرعي، والذين تم اعتقالهم قبل فترة من قبل الشرطة الاسرائيلية.
الفرحة لم تكتمل في ذلك اليوم، لدى الشعب الأردني لسببين، اما الأول فهو نتيجة طبيعية، وذلك لعدم الإفراج عن جميع المعتقلين الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اما السبب الثاني فهو اقدام احد الشباب على طعن ثمانية اشخاص، من ضمنهم اربعة سياح،ورجلي امن، ومواطنين في مدينة جرش الأثرية.
غير أن هذا الشاب، والذي لم يكمل الثالث والعشر ون من عمره، اقدم بدم بارد على عملية الطعن للسياح، ومن ثم لرجل الشرطة، من الشرطة السياحية، والدليل السياحي، والمترجم في تلك المدينة،دون ذنب ارتكبه هؤلاء الأشخاص.
كما أن هذا الشاب، والذي يقطن في احدى المناطق في مدينة جرش، من عائلة بسيطة، من الواضح، والمرجح ايضاً ان لا علاقة لها بأي نوع من المشاكل، كما يبدو ذلك من طبيعة العمل الذي يقوم فيه داخل مدينة جرش الأثرية،والمتمثل في بيع المياه لزوار تلك المدينة.
ويبدو ذلك على والده، الذي استنكر فعلته النكراء، كما استنكرها ابناء الشعب الأردني بكافة اطيافه، وفئاته،واستنكرتها جميع الفعاليات الأردنية، لكونها تسيئ للمملكة وشعبها، كما تلحق الضرر بالوضع السياحي في الأردن، والذي يمثل عصب الاقتصاد الوطني.
ولم يتوقف الأمر عند والد هذا الشاب على الاستنكار،والاستغراب لاقدامه على هذه الجريمة الشنعاء، بل إن والده تبرأ منه، ومن فعلته، وإنه لا يمثل هذه العائلة، ولا ابناء الشعب الأردني، المعروف بكرمه،وتسامح شعبه، واستقبال الضيوف بحفاوة، فكيف بزواره السياح.
ومثل هذه الجريمة النكراء على ارض الأردن، سرقت فرحة انتظرها ابناء شعبه، فترة ليست ببسيطة، بل ومعاناة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، لحظة بلحظة، وكذلك الجهود المبذولة لإطلاق سراحهم من قبل جميع الجهات، كما طعنت الوطن، نتيجة لارتكاب جريمة ضد ضيوف المملكة، وعدد من ابنائها.