وفاة الجاسوسة الإسرائيلية التي شاركت بـ”فضيحة” هزت تل أبيب
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن مارسيل نينو، التي كانت جاسوسة إسرائيلية توفيت عن عمر يناهز 89 عاما. في 23 اكتوبر في رمات جان، بالقرب من تل أبيب.
واعتقلت مارسيل نينو في مصر عام 1954، حيث زرعت قنابل في مواقع مدنية بريطانية وأمريكية في مصر بهدف إقناع بريطانيا بإبقاء قواتها في قناة السويس.
وأكدت زوجة ابنها خبر موتها.
ولدت نينو في مصر، وكانت صهيونية “مخلصة”، وكانت تعمل كسكرتيرة في القاهرة عندما تم تجنيدها في عام 1951 من قبل عميل مخابرات إسرائيلي في الوحدة السرية 131 وكانت المرأة الوحيدة في مجموعة من 10 مصريين.
وكان نشاط هذه المجموعة خامدا بشكل كبير حتى وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الحكم بعد عامين من الإطاحة بالملك فاروق، وكانت إسرائيل قلقة من أن ناصر بصدد تأميم قناة السويس.
كانت مهمة الوحدة 131 هي تفجير القنابل، في عملية تهدف إلى إقناع القادة البريطانيين والأمريكيين أن ناصر لا يستطيع حماية ممتلكاتهم أو رعاياهم، لكن العملية “سوزانا، كما كانت تسمى، لم تفعل شيئًا لإثارة الفوضى في السياسة الغربية تجاه مصر.
في يوليو 1954 ، زرعت الوحدة أجهزة حارقة في مكتب بريد في الإسكندرية، وفي مكتبات في وكالة معلومات الولايات المتحدة في القاهرة والإسكندرية وإنفجرت عبوة ناسفة في مسرح بالإسكندرية في جيب أحد المتآمرين، ما أشعل ثيابه. وأدى اعتقاله واعتقال الآخرين في المؤامرة إلى قلق نينيو.
كانت نينيو (الاسم الرمزي: كلود)، مسؤولةً عن الاتصال بالجهات الفاعلة الأخرى وليست منفذة أو مفجرة وفرت من القاهرة في أوائل أغسطس، حيث سافرت بالحافلة إلى رأس البر، وأثناء تناول الغداء في أحد الفنادق ، سمعت صوتًا على أحد مكبرات الصوت تستدعيها لإجراء مكالمة هاتفية وعندما وصلت إلى الهاتف ، ألقى رجال المباحث القبض عليها ونقلوها بالقطار إلى القاهرة ، حيث تم استجوابها.
وبدأت محاكمتها في أواخر عام 1954 في القاهرة، وقضت المحكمة بشنق اثنين من الجواسيس، وسجن نينيو لمدة 15 عاما وأرسلت إلى سجن النساء في مطلع 1955.
ولدت فيكتورين مارسيل نينيو في 5 نوفمبر 1929 لعائلة يهودية في القاهرة. فر والدها، يعقوب ، من بلغاريا قبل الحرب العالمية الأولى وأشرف على مشاريع مثل تركيب شبكة المياه في فندق الملك داود في القدس. أما والدتها، فاني ، كانت من تركيا.
بعد وفاة والدها وهي في سن العاشرة، التحقت مارسيل بمدارس مختلفة، بما في ذلك مدرسة للأطفال اليهود التى تديرها راهبات كاثوليك و كانت تتحدث بطلاقة اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ولعبت كرة السلة وانضمت إلى حركة شباب صهيونية.
وبحلول عام 1951، كان ضابط مخابرات إسرائيلي يدعى، أبراهام دار، في القاهرة يعمل مع “الموساد”، وكالة التجسس الإسرائيلية ، لتجنيد الشبان للوحدة 131 وقدمها صديق نينيو إلى رجل أحضرها لمقابلة دار، الذي تخفى في اسم جون دارلينج. وتوصلوا إلى قصة تخفيها كسكرتيرة غير متفرغة لصالح دار ولكن مهمتها الأساسية كانت الاتصال بين خلايا الوحدة في القاهرة والإسكندرية.
وأشارت الصحيفة إلى ان المهمة الفاشلة التي تورطت فيها كانت لها تداعيات سياسية حادة في إسرائيل.
وقال موشيه شاريت ، رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك، إنه لم يتم إطلاعه على العملية السرية وبعد وقت قصير من المحاكمة، استقال بنهاس لافون، وزير الدفاع وادعى أنه لم يكن على علم بالمهمة الفاشلة، لكن العقيد بنيامين جيبلي، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أصر على أنه تلقى أوامره من لافون.
وفي عام 1956، أمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس، لتشن إسرائيل وبريطانيا وفرنسا العدوان الثلاثي.
وعادت فضيحة عملية “سوزانا” إلى الظهور في أواخر عام 1960 واستمرت حتى العام التالي، عندما استقال رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون لفترة وجيزة من منصبه بعد أن اختلف علنًا مع تقرير صادر عن لجنة وزارية، برأ لافون من اتهامات بأنه أمر بتنفيذ التفجيرات.
وفي إسرائيل سميت العملية بـ”قضية لافون”، و”الفضيحة”.
وأُطلق سراح نينيو في عام 1968 عندما تم تبادلها هي وعدد قليل من العملاء الإسرائيليين مقابل الكثير من السجناء المصريين الذين تم أسرهم خلال حرب الأيام الستة بين إسرائيل ومصر في عام 1967.
وعندما تزوجت من إيلي بوجر بعد ثلاث سنوات، كان أحد ضيوفها رئيسة الوزراء جولدا مائير. وقد أدى قبولها العلني للدعوة إلى قيام مراقبين عسكريين إسرائيليين بنشر المزيد من المعلومات حول عملية التخريب الفاشلة.