سيدة جرش
يسرا ابوعنيز – اي ذنب اقترفته سيدة جرش، تلك المرأة الأردنية، التي تعرضت لهذا النوع الوحشي من العنف، والذي قد يكون من اسوأ انواع العنف الذي قد يتعرض له الإنسان، حتى اقدم زوجها في ذلك اليوم على فقئ عيناها، دون أن يرف له جفن، بل ويحرمها من نعمة من نعم الله.
واي حياة كانت تعيشها هذه السيدة، حتى يكون عقابها بهذه الطريقة،وتعنيفها بهذا الأسلوب الوحشي الذي لا يمكن أن يخطر على بال أحد،ولا يمكن أن يتصوره العقل البشري،نتيجة لسوء هذا الفعل، بل وغرابته ايضاً حتى عن مجتمعنا الأردني، واستهجانه من قبل الكثيرين.
هذه السيدة، والتي عانت على مدار 14 عاما،بعد ارتباطها بزوجها، الجاني عليها فيما بعد، جميع اشكال التعنيف من زوجها، ليختتمها بحرمانها من نعمة البصر، ولتصبح كفيفة، بعد أن اقدم على فقئ عينيها، ذات صباح من صباحاتها، غير أنه خلا من نور الشمس، بعد أن فقدت البصر بإرادة ابن عمها، وزوجها في الوقت نفسه.
وهذا الأمر يدق ناقوس الخطر حول النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري، سواء من قبل الأهل، او الزوج،او الأسره،حيث اظهرت نتائج مسح للسكان، والصحة الأسرية2017_2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، ان حوالي 1425امراة متزوجة اعمارهن ما بين 15_49 عاما،من اصل 14689 امرأة شملها المسح، تعرضن للعنف، وان امراة واحدة من بين كل خمسة سيدات يتعرضن للعنف.
[غير أن جمعية معهد تضامن النساء الأردني ( تضامن) تشير إلى أن 19 بالمئة من النساء المعنفات فقط يقدمن شكاوي، ولكن 77 بالمئة منهن يطلبن المساعدة من الاهل، و21 بالمئة يطلبن المساعدة من اهل الزوج،و3 بالمئة فقط يطلبن المساعدة من مقدمي الخدمات، كما أن 61 ونصف بالمئة من الزوجات اللواتي يخفن من الأزواج تعرضن للعنف من قبل الأزواج.
ولعل مثل هذه الأرقام، لتشير الى ان مثل هذا السلوك، والمتمثل بالعنف ضد المرأة، من الأمور الدارجة في المجتمع الأردني، غير أنها تختلف حسب شدتها وطبيعتها، والتي قد تصل احياناً الى درجة الضرب المفضي الى الموت، او احداث العاهة المستديمة كما حدث مع سيدة جرش.
غير أن العقوبة التي يتلقاها المتسبب بالعاهة المستديمة، او بالضرب المفضي الى الموت،لا تكون بمقدار الضرر الذي وقع على المرأة التي تعرضت للعنف، ولعل العقوبة التي تنتظر الزوج الذي اقدم على فقئ عيني زوجته،لا توازي الضرر الذي لحق بها،لأن امثال هذا الشخص يستحقون الإعدام في ساحة عامة، ليكون عبرة لغيره.