عبد الحميد الهمشري يكتب : المقاومة ستبقى حتى كنس الاحتلال
عبدالحميد الهمشري- ما يجري في غزة امتداد للعدوان الإرهابي المنظم على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وعاصمة دولة فلسطين القدس الشريف التي تحتضن المقدسات الإسلامية منها والمسيحية خاصة المسجد الأقصى الذي يتعرض لاعتداءات متواصلة من احتلال طال ولا يرعى إلاًّ ولا ذمة مصداقاً لقوله تعالى : {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة { .
هذا هو حال الشعب العربي الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال في ظل حالة التمزق الفلسطيني منذ الانقسام الذي حصل بعد العام 2006 ، وحالة الهوان العربي الإسلامي وغياب العدالة الدولية . وأنا إذ أقف إجلالاً واحتراماً لصمود الأهل في الأرض المحتلة ومقاومتهم الباسلة ضمن ما هو ممكن ومتاح من وسائل في المقاومة ضد محتل التقت قوى الظلم العالمي بمده بكل أسباب القوة والدعم ما يمكنه أمام التباين الكبير في موازين القوى مع جيش مدجج بمختلف أنواع أسلحة الدمار حتى الشامل منها من التمادي في غيه ومواصلة تجاوزاته العدوانية .
وأعود هنا للقول أنه ومنذ اتخذ شارون قراره بفك الارتباط مع قطاع غزة من جانب واحد كان يعني إلغاء أي اتفاق جرى مع منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو وما تبعه من ملاحق ، أعقبه فرض حصار عليه حوله لأكبر زنزانة اعتقال جماعي في العالم تتحكم بدخول وخروج سكانه وبكيفية تزويدهم باحتياجاتهم من وقود ومواد غذائية ودوائية ومستلزمات بنى تحتية وغير ذلك، ناهيك عن إسهامها في شق وحدة الصف الفلسطيني لاختلال الرؤى بين الفرقاء المتخاصمين ، ففرضت على قطاع العزة والصمود قيوداً صارمة جعلته أسير قرارات الحكومات الصهيونية المتعاقبة وتحت رحمة التصعيد العسكري والاختراقات الأمنية والعسكرية لجيش الاحتلال وشاباكه وموساده، فمن « العصف الماكول « لـ « حجارة السجيل « فعمليات القصف والاغتيال العشوائي والطلعات الجوية والاغتيالات والتصعيد الأخير الذي أطلقت عليه عملية “الحزام الأسود” الذي جاء يعد اغتيالها للقائد العسكري لسرايا القدس بالجهاد الإسلامي في القطاع الصامد ، والذي يبقيه والضفة الغربية في مزاد الأحزاب الصهيونية في الوطن المحتل من انتخابية أو لإظهار من يلحق أذى أكثر بشعب فلسطين في الداخل والخارج.
فالاختراقات التوغلية والاغتيالات المنظمة والاعتداءات على حرم البيوت والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومن هدم للبيوت ، ومن استخدام لطائرات متطورة جدأ أمريكية الصنع في قصف جوي لمواقع محددة ومرسوم لها مسبقاً لتكون بدائرة الاستهداف وتراشق مدفعي وصاروخي بين قوى المقاومة الباسلة في القطاع وجيش الاحتلال الباغي وبتوجيه من قياداته السياسية والعسكرية ستبقى ما بقي الاحتلال جاثماً على الأرض الفلسطينية ولن تحد منها سوى عودة اللحمة الفلسطينية مدعومة بسند عربي إسلامي لا ينقطع حبل تواصله مع أهلنا الصامدين في الأرض المحتلة ، وليتذكر العرب والمسلمون أن فيتنام لم تتحرر من نير الاحتلال الأمريكي لولا الدعم اللامتناهي من الصين وروسيا وكوريا الشمالية ، فتجاوزات الاحتلال تدلل بشكل واضح على تهربه من أي حل حقيقي أو التزام يمكن الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والقطاع من إدارة شؤون نفسه بنفسه بعيداً عن همجية الاحتلال .. وما دام ظلت تجاوزاته قائمة فستبقى جذوة المقاومة مستعرة ولن تتوقف حتى تحقيق مبتغاها بالتحرر من نير الاحتلال ، وعلى غلاة التعصب الصهيوني أن تدرك أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن النصر في نهاية المطاف حليف المقاومين ، وأن ما تحاوله من شق وحدة رفاق الدرب الفلسطيني ، لن تفلح فيها رغم ما بينها من اختلافات في الرؤى لأنها تلتقي في الهدف الأسمى ألا وهو الاستقلال بعد كنس الاحتلال.