ذوو الاحتياجات الخاصة
يسرا ابوعنيز – لم يرتكب ذوو الاحتياجات الخاصة، سواء في الأردن، او في اي بقعة من هذه المعمورة، ذنبا حتى يتم تجاهلهم في الكثير من الأمور، وأحيانا معاقبتهم للوضع الذي هم عليه، علما بأن حالتهم هذه، ولا حتى وضعهم يحول دون أن يكون هؤلاء من العناصر الفاعلة في المجتمع، خاصة اولئك الذين يعانون من اعاقات السمع، او البصر، او عدم المشي لاي سبب كان.
هؤلاء الأشخاص، وهم بالمناسبة ليست بقليلة في مجتمعنا يتم التعامل معهم على اساس انهم عاله على المجتمع، بل إن بعض الأشخاص ينظر اليهم على انهم يشكلون عبئا على اي مجتمع يتواجدون فيه، رغم سلامة عقول واجسام الكثير منهم، بل ابداع الكثيرين من هذه الفئة.
ولعل الأمثلة حولنا كثيرة، من كتاب وعلماء في الأدب، والطب بالاضافة للكثير من العلوم الاخرى، لينفوا بذلك مقولة أن العقل السليم في الجسم السليم، لأن هناك الكثير من العقول السليمة، في اجسام تعاني من اعاقة معينة، وهناك الكثير ايضا من الأجسام والعقول السليمة، غير أنها فعليا لا يوجد أي دور لها في المجتمع.
غير أن الأردن، ورغم انشاء المجلس الأعلى لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يقدم ما يحتاجه هؤلاء الأشخاص من مستلزمات، ومحاولة دمجهم في المجتمع، وتوفير فرص التعليم العالي، والعمل لهم، الا أن فئة كبيرة منهم تم تهميشها، وذلك لعدم قيام بعض الأشخاص بعملهم على اكمل وجه، بل اصرارهم على تهميش هذه الفئة، وتجاهلها بكل الطرق.
ولعل الشواهد كثيرة على هذه الأمور، وذلك لرفض بعض رؤساء الجمعيات، والقائمين عليها، والتي قامت بتوقيع اتفاقيات مع المجلس الأعلى لذوي الاحتياجات الخاصة، بتأهيل هذه الفئة متذرعة بحجج واهية، وخاصة تلك التي تقع خارج حدود العاصمة عمان، كما ترفض بعض المدارس مثل هؤلاء الأشخاص، رغم أن اعاقتهم لا تكاد تذكر، لننسف بذلك فكرة، بل ومقولة دمجهم في المجتمع.
الكثير من الأماكن في المملكة، ان لم يكن اغلبها تخلو من الأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبخاصة تلك المخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة، ومنها الجامعات والمعاهد، بالإضافة للطرق الرئسية في المملكة، وفي المدن الكبرى ايضاً.
نقول أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، او من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بسيطة، جعلت افراد المجتمع يطلقون عليهم اسم معاق، لم يختاروا هذا المصير، ولا هذا الوضع، ومن حقهم ان يعيشوا بكرامة بين قومهم، ودمجهم بالمجتمع الذين يتواجدون فيه، بل إن من ابسط حقوقهم واقلها الا يتم اطلاق لقب معاق عليهم، لأن الإعاقة الحقيقية، ان يتواجد شخص بمجتمع، ولا يكون له اي دور رغم قدرته على احداثه.