الزبن يكشف عن المخطط الحقيقي لفعلته ومن طلب منه ذلك
انشغل الرأي العام خلال الـ 12 ساعة الأخيرة بالقصة المفبركة التي كان بطلها سائق تكسي والمتضمنة العثور على مبلغ مليون و700 ألف دولار وتسليمه للجهات الأمنية ، وما تبعها من ضجة اعلامية ، وتخللها تكريم أمين عمان للسائق ، وانتهت ببيان الأمن العام الذي كشف زيف القصة .
اليوم قرر الإدعاء العام توقيف السائق الذي اختلق القصة ، لكن التحقيقات قادت الى توقيف عيد أبو الحاج مالك شركة التكسي المميز الذي كان الأساس باختلاق تلك القضية ، التي كشفت حجم الإستهتار بالقانون ، وضعف بعض المسؤولين في الحكومة المتخصصين في الاستعراضات و”البروبوغاندات”.
“جراسا” تكشف تفاصيل جديدة في القضية من خلال مجريات التحقيق ، حيث أن السائق اعترف في إفادته أمام الأمن الوقائي والإدعاء العام بأنه رجل مسكين وأنه تم التخطيط لتلك القصة الملفقة من قبل مالك شركة اردنية كل الوسائل الإعلامية أمام السائق للحديث عن تلك الحادثة المكذوبة ، كما رتب له سبيل التكريم من قبل أمين عمان الكبرى يوسف الشواربة ، وهو من رسم السيناريو بكل تفاصيله من أجل التسويق للتكسي المميز.
وعندما تم نشر الخبر بإحدى المواقع الإلكترونية ، علما أن السيناريو حيك داخل مكاتب التكسي المميز ، ونتيجة ردود الفعل التي أعقبته ، تم نشره عبر عدة وسائل ، ورفع المبلغ تدريجيا ، كما تم شراء بدلة للسائق ، تمهيدا لإعداد وتصوير مقابلته عبر قناة “فضائية ، وأجري اللقاء داخل مكاتب شركة التكسي المميز ،
وتم استدعاء السائق من قبل الأمن الوقائي ، حيث قابله العميد محمود القرعان ، وفق افادة السائق ، وأدلى السائق بحيثيات المؤامرة ، مع العلم أن السائق حاول سابقا الاحتيال على خليجيين من خلال الشعوذة وتم كشفه خلال دقائق ، فهو غير موفق حتى في طرق الاحتيال طيلة حياته ، وبالتالي كان الأولى توجيه تهمة الغباء الاحتيالي بحقه.
اللافت أن أمين عمان الكبرى يوسف الشواربة سارع بتكريمه دون التأكد من الأجهزة الأمنية ، وهذه سقطة مريعة وقع فيها الشواربة ، وكشفت مدى الخلل الجاري في الأمانة ، إذ كيف لموظف يعمل بأمانة عمان ومنتدب الى بلدية الجيزة ، يعمل سائقا بالتكسي المميز ، ويمارس كل هذا التضليل.
أيضا يجب محاسبة كل الذين ساهموا بتوريط أمين عمان بهذا “المقلب” من داخل الأمانة ، إذ اتضح مدى عمق النفوذ الممارس عليهم من خارج الأمانة ، لدرجة أنهم استطاعوا توريط الأمين وخداعه.
لكن القضية كشفت عن مدى حرفية جهاز الأمن العام وتحديدا الأمن الوقائي الذي هو ملاذ المواطن ، ومحل ثقته ، إذ بينوا الحقيقة خلال وقت قياسي ، دون الالتفات لمكانة ونفوذ أي شخص ، فالجميع أمام الأمن العام تحت سيادة القانون .
وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها فإن كلا من السائق ومالك التكسي المميز تم توقيفهم في سجن الجويدة ، ووضعوهم في جناح خاص مميز يليق بالتكسي المميز.وكالات