يسرى ابو عنيز تكتب: حبات المطر
يسرا ابوعنيز – كمرهم سحري، جاء من عالم آخر ليعالج الأوجاع، ويضمدها،ويخفف من الآلام التي نعاني منها ، تأتي حبات المطر، مع بداية كوانين فصل الشتاء ( كانون الأول، وكانون الثاني)، لتبعث الأمل لدى البشر من جديد ، وتغسل نفوسهم،وتنقيها.
حبات المطر، تستقبلها الأرض باشتياق عاشق لمعشوقته، تستقبلها الأرض بحفاوة لا تشبهها حفاوة، تستقبلها كما تستقبل الام طفلها بعد طول غياب، تستقبل الأرض حبات المطر فرحة، لتعيد لها الحياة من جديد،ولتكسوها بأجمل حللها، وتزينها بزهورها الجميلة، مع حلول فصل الربيع.
حبات المطر، يستقبلها الفلاح، كما يستقبلها المزارع، بعد أن جهز ارضه،والبذار، واستعد لموسم زراعي جديد، ولتعيد له الأمل من جديد بموسم زراعي جيد،خالي من الجفاف، ومن الأزمات ومن ثم زيادة في الإنتاج،بعد ان ارهقته خيبات الأمل المتتالية.
حبات المطر، تأتي لتعيد الأمل، كما تعيد الحياة للبشر، والشجر، لتعيد للاشجار خضرتها، وحياتها من جديد،كما تعيد لها مجدها وعزها الذي خسرته بسبب الخريف، ورياحه الصفراء التي تحولها لحطب، بعد خضرتها.
وتأتي حبات المطر هذه، لنفوس بشرية، وصلت لمرحلة العطش المزمن في هذه الحياة، ومن هذه الحياة، بعد أن انهكت قواهم متاعبها، واثقلت كواهلهم اعباء متطلباتها، وتنكرت لهم الحياة لكثرة همومهم، لتعود لهم حياة مليئة بالحنان والدفئ، رغم برودة الطقس في فصل الشتاء.
ولحبات المطر،كما هو الحال لرائحتها، عندما تتغلغل حبات المطر في الأرض، المتعطشة لها، نكهة لا توازيها نكهة، ورونق غريب،لا يوازيه اي رونق، لتتكون علاقة حميمية بين الأرض وحبات المطر، ولتستقبلها الأرض باحضانها الدافئة.
كما لحبات المطر، تلك الحبات النقية، والخالية من الشوائب، سحرها العجيب في تنقية النفس البشرية، بما علق بها من شوائب، وضغائن، واحقاد تجاه البشر، لتغسلها، كما تغسل الأرض، وصخورها من الشوائب.