يسرا ابوعنيز تكتب: مدارس برسم الصيانة
يسرا ابوعنيز – بالأمس تم تعليق الدوام في مدرسة سما السرحان في محافظة المفرق شمال المملكة، وهذا التعليق لم يكن بسبب الأمطار كما جرت العادة، ولكن هذه المرة كان بسبب ما احدثته هذه الأمطار بهذه المدرسة، والتي لولا العناية الإلهية لوقعت اصابات بين صفوف الطلبة، بعد سقوط اجراء من القصارة في عدد من الغرف الصفية.
جميل جدا هذا الاجراء، ولكن هذا الأمر تكرر في اكثر من منطقة في المملكة، حيث انهار سقف غرفة في مدرسة علعال الثانوية للبنين في محافظة اربد، شمال المملكة ايضاً في الثاني من كانون الأول الجاري، ونجم عن هذا الأمر اصابة احد الطلبة، علما بأن هذه المدرسة اقيمت منذ 40 عاما، وتعاني من التشققات في الغرف الصفية.
غير أن حوادث سقوط قصارة سقوف الغرف الصفية في المدارس الحكومية، ليس بالموضوع الجديد في مدارسنا، ولا حتى في مدارس الدول الاخرى، حيث تتعرض العديد من المدارس لهذا الأمر عند هطول الأمطار في فصل الشتاء، وكنتيجة طبيعية لحاجة هذه المدارس للصيانة الدورية.
ومن هذه المدارس الحكومية، والتي تعرضت لسقوط بعض الاجزاء من قصارتها، مدرسة الفروان الأساسية المختلطة في قرية خشيبة في محافظة جرش، شمال المملكة، جراء الأمطار في العام 2014، وكذلك انهيار سقف مدرسة ضراز بن الازور المختلطة الأساسية في لواء ديرعلا، بمنطقة الأغوار، في العام ذاته، وانهيارات في سقف مدرسة ثانوية في منطقة ام الصليح بمحافظة الزرقاء، وسط المملكة.
ومثل هذه الحوادث،لم تكن وليدة اللحظة، بل انها حوادث قديمة، فكاتبة هذه السطور كانت شاهدا على حادث سقوط قصارة غرفة صفية، في احدى المدارس الأساسية المستاجرة في منطقة شفابدران في العاصمة عمان،قبل اكثر من عشرين عاما، الأمر الذي احدث حالة من الهلع والخوف بين الطالبات، بالإضافة لوقوع عدد من الاصابات بين الطالبات.
ولعل مثل هذه الحوادث التي تقع في مدارسنا الحكومية، سواء كانت مستأجرة، ام مملوكة للحكومة، والواقعة في العاصمة عمان، او خارجها، تتطلب منا عمليات الصيانة الدورية للمدارس خاصة في الأرياف، والمناطق القروية، وتلك المناطق البعيدة عن مراكز صنع القرار، حيث أن عمليات الصيانة يجب الا تعتمد على الدولة فحسب، بل يجب أن يساهم في هذا الأمر،وبشكل كبير القطاع الخاص، والشركات الكبرى، ورجال الاعمال، وذلك في ظل الأزمة المالية التي تمر بها موازنة الدولة.