المدافئ ومدارسنا
يسرا ابوعنيز – من غير المنطقي، ومن غير المعقول، ان يتم تجاهل تشغيل وسائل التدفئة في معظم مدارسنا الحكومية، منها والخاصة، لدرجة أن اطفالنا يعودون في كل يوم عبارة عن قطعة من الصقيع، بسبب برودة الطقس من جهة، وبرودة الغرف الصفية من جهة أخرى.
ومن غير المعقول ايضاً، الا يتم تشغيل وسائل التدفئة في الغرف الصفية، وبخاصة لدى الأطفال، ممن تقل اعمارهم عن عشر سنوات، وفي المدارس الحكومية، والموجودة في المناطق الباردة جدا من المملكة، خاصة اننا في اربعينية الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة.
في المدارس الحكومية، ورغم وجود مخصصات لمادة الكاز الخاصة بالمدافئ،ويتم تزويدها بهذه المادة ايضاً، غير أن ادارات معظم المدارس الحكومية لا تكلف انفسها بتوفير التدفئة اللازمة للطلبة والطالبات، بل تكتفي باشعالها في الادارات، والمرافق الخاصة بالهيئتين الإدارية، والتدريسية، وكأن الطلبة الأطفال ليسوا من البشر.
اما في المدارس الخاصة،فإن الوضع مختلف تماما، لأن معظمها لا تقوم بتشغيل التدفئة،وبخاصة في المناطق الريفية، والقروية، رغم أنه بامكانها المساهمة بنسبة من تكاليف المدافئ، ومساهمة الأهالي بنسبة معينة، بدلا من الحالة التي يصل اليها الطلبة.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال، بما ان مادة الكاز متوفرة في مدارسنا الحكومية، لماذا ترك الطلبة بدون وسائل التدفئة؟ وبما أن بعض المدارس مزودة بوسائل تدفئة اخرى، فما المانع الذي يقف دون التشغيل؟ واذا لم تتوفر المدافئ الخاصة بمادة الكاز في مدارسنا، فلماذا لا يتم جمع دينار واحد من كل طالب لشراء المدافئ؟ ولماذا لا يتم طلبها من قبل الأهالي ميسوري الحال، او من قبل الجهات ذات العلاقة؟
اما بالنسبة للمدارس الخاصة، سؤالنا لاداراتها، بما ان لديكم القدرة على اقامة مدارس خاصة، فلماذا لا يتم تزويدها بالتدفئة كعنصر رئيسي في هذه المباني؟ وان كان لا يوجد لديكم المقدرة على تركيب التدفئة المركزية، فلماذا لا يتم تزويد المدارس بمدافئ الكاز، او الغاز، مع وجود مساهمة بسيطة من اولياء الأمور؟.
وزارة التربية والتعليم، ولكونها الجهة المعنية بقطاع التعليم في المدارس ، مطالبة بمراقبة المدارس الحكومية، والخاصة ايضاً ، بل والزامها بتشغيل وسائل التدفئة في الغرف الصفية، خاصة ان الامتحانات على الأبواب، ودرجات الحرارة في انخفاض مستمر، لكوننا قد دخلنا في اربعينية الشتاء، ومن ثم سيليها خمسينيتها، والتي تمتاز بطقسها البارد،وكذلك لحماية الطلبة، والطالبات من برودة الطقس، لكونهم يمضون معظم النهار في المدارس، فهل ننقذ طلبتنا من البرد؟