الرياض عاصمة العرب الرقمية الأولى في 2020
ضمن أعمال الدورة الثانية والعشرين لاجتماع مجلس وزراء الاتصالات وتقنية المعلومات العرب، الذي انعقد في الثامن عشر من ديسمبر في العاصمة السعودية، أعلن المجلس الرياض العاصمة العربية الرقمية الأولى في 2020.
ويأتي قرار مجلس وزراء الاتصالات العرب بتسمية الرياض “العاصمة العربية الرقمية” انسجاماً مع الدور الرائد الذي تقوم به الرياض في اعتماد ونشر استخدامات التقنية الرقمية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير الرعاية الصحية وتحسين التعليم ورفع مستوى الرفاهية المجتمعية لشعوب المنطقة بشكل عام.
وتسعى مبادرة “العاصمة العربية الرقمية” لتشجيع قيام أنظمة محاكاة بيئة الاستثمار في قطاع المعلومات وتقنيات الاتصالات، وتفعيل المبادرات التي تطور المعرفة في ذلك القطاع في الدول العربية، واعتماد مبادرات جديدة تسهّل وتسرّع مشاريع ريادة الأعمال في مجال التقنية في المنطقة العربية.
وقال المهندس عبد الله السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، في كلمته الافتتاحية في حفل الإعلان أن منح هذا اللقب لمدينة الرياض يأتي ثمرة التوجه في مسار التحول الرقمي الذي انتهجته المملكة في إطار رؤية 2030، لافتاً إلى أن المملكة تتقدم وتحقق قفزات نوعية في عملية التحول الرقمي، كما تعلب دوراً رائداً في التبني الكلي لأحدث التقنيات كتقنية 5G وإنترنت الأشياء، وفي الوقت الذي تعظم فيه من الاستفادة القصوى من الثورة الصناعية الرابعة.
ويعد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية السوق الأكبر في المنطقة، بقيمة سوقية وصلت إلى 28.7$ مليار في عام 2019، وبمعدل نمو قوي في القطاعين الاستهلاكي والأعمال. وبفضل الإقبال الكبير في أوساط الشباب الذي يتمتع بقدرات تقنية متقدمة، تعد المملكة سوقاً لمستخدمي التقنية الجدد، كما يعد مستخدمو البيانات من الأكثر تواجداً على وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، إذ بلغ عدد مشتركي خدمات الهاتف المتنقل 43.8 مليون مشترك في عام 2019، مما يمثل نسبة انتشار تقدر بـ %129 من إجمالي عدد السكان.
وفي الوقت الذي شهدت فيه السنوات القليلة التالية لإطلاق رؤية 2030 تسارعاً ملحوظاً في انتشار مبادرات التحول الرقمي، حلّت المملكة في الترتيب الثاني ضمن دول مجموعة العشرين “G20” في مجموع الطيف الترددي، الأمر الذي انعكس على جودة الخدمات الرقمية المقدّمة من قبل المشغلين المحليين.
وبمعدل بلغ %93 لمستخدمي الإنترنت مقابل النسبة العالمية البالغة %53، فقد أصبحت السعودية بذلك أول معتمدي تقنية 5G في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والثالث على مستوى العالم، في خطوة من المرجح أن تسهم بتسريع اعتماد توجهات رقمية أخرى. كما قفزت المملكة 91 مرتبة من الترتيب 105 إلى الترتيب 14 في سرعة الإنترنت حسب التصنيفات العالمية، بمعدل وسطي لسرعة التحميل بلغت 51.8 ميغا بت.
وفي مطلع هذا العام، أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات استراتيجيتها للخمس سنوات القادمة تهدف إلى تسريع نمو القطاع بنسبة %50 ورفع مستوى إسهامها في إجمالي الدخل المحلي بــ 13.3$ مليار. وعلى الرغم من التوجه العالمي في اضطراب الوظائف نتيجة الرقمنة، إلا أن مبادرات الوزارة في توطين التقنية قد رفعت طاقة القطاع في مجال التوظيف في المملكة، مما وصل بعدد العاملين فيه إلى ما يربو عن 275000 في عام 2019.
يذكر أن المملكة تستضيف على مدار العام القادم 2020 اجتماعات التحضير للقمة القادمة لقادة دول مجموعة العشرين تحت شعار “اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع”، حيث ستنعقد قمة القادة في العشرين والحادي والعشرين من نوفمبر 2020 في الرياض