العنزي… أيقونة الإعلام الدبلوماسي العربي
عمر الصمادي – تعتبر الدبلوماسية فنا وعلما قائما بحد ذاته، ومهارة لا يجيد امتطاء صهوتها، إلا اصحاب الملكات الخاصة، والنفس العميق والفكر الهادئ المتقد بسرعة البديهة والفراسة، فاذا اجتمعت الدبلوماسية مع مهام إدارة ملف الاعلام للدول، فإنها تصبح وظيفة مركبة، وبكل تأكيد تحتاج الى مهارات من طراز متقدم متفرد مختلف.
أسوق مقدمتي المتواضعة هذه لاحاول ان اسبر أعماق شخصية اخي وصديقي الاعلامي الدبلوماسي الأستاذ عبد السلام بن عبد الله العنزي الذي شاءت الصدف الطيبة ان اتشرف بمعرفته في بواكير عهده بالعمل هنا في الأردن حيث يشغل حاليا منصب (المتحدث الرسمي) باسم سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية. قبيل موعد اللقاء الشخصي قبل ما يربو عن عامين، كان ما يسمى حاجز الجليد قد تحطم، عبر مكالمات هاتفية متكررة كان فيها العنزي ودودا متواضعا فتح قلبه ومكتبه لعلاقة تواصل إعلامي بحت، توطدت فيما بعد لتصبح علاق أخوية ترتكز على الاحترام الرفيع ولتستمر الى اليوم وغدا بمشيئة الله رغم انني إعلامي يقيم في اقصى جنوب الوطن في (العقبة).
ولان سفارة خادم الحرمين الشريفين ( حفظه الله ) في الأردن لا نعدها كأي سفارة اخرى، بل هي بيت الاردنيين الثاني والأقرب الى قلوبهم وعقولهم، وهذا شعور لا يختلف عليه اثنان، بفضل جهود القائمين عليها، وشعورهم بأنهم في بلدهم بين أهلهم وناسهم، وأن الاردن وريد القلب والسعودية شريانه، فانه لا غرابة ابدا ان تزول التحديات والحواجز وتمهد الطرق ويرتقي التعامل بين الشقيقين فوق فضاءات التكلف. العنزي هو مؤلف كتاب ( الدبلوماسية الرقمية السعودية) كان قد عمل في سفارات خادم الحرمين في دول مثل ( بورما، بريطانيا، تايلند ، الفلبين ، الأردن) وهو مهتم بمحور الإعلام وعلاقته التكاملية مع الدبلوماسية، ولهذا وغيره فان المستقبل بكل ما يعد من خير وتقدم …. بانتظار هذا الفتى السعودي المهذب. وقف عبدالسلام على اسرار التعامل مع الآخر، فأجاد وأبدع في التعاطي مع محيطه بكل حرفية ومهارة، يراعي المشاعر ويقدر حالات الناس، ويمتلك أسلوب حوار راقٍ ذكي، مكنه من حلّ الخلافات بسهولة ويسر، حيث نال احترام ومحبة كل من تعاملوا معه، لما يتمتع به من مصداقية ودقة وهدوء وتواضع، مما جعله يضطلع بدور بارز ومهم كشاب سعودي (إعلامي دبلوماسى) في توطيد العلاقة بين البلدين الشقيقين الاردن والسعودية من خلال شبكة العلاقات العامة المحترفة التي بناها في مدة زمنية قصيرة جدا، اتصفت بحسن الاداء والفطنة وتسيير الامور مما اكسبه ثقة الجميع وثقة المسؤولين في السفارة. هذه الانطلاقة المتجددة في العمل الدبلوماسي الناجح التي تمثلها مدرسة العنزي أسست لنهج جديد في نوعيته ومحتواه لمواصفات رجل الدبلوماسية والإعلام في السفارات والبعثات الدبلوماسية التي بدأت ( في الاردن) تحذوا هذا النهج الذي اعده نقطة تحول في الصورة النمطية المعروفة لعمل رجال السفارات في اي مكان العالم .
هذا الثقل الإعلامي والحضور غير المسبوق للسفارة السعودية على المشهد العام الاردني اليوم والمشهد الاعلامي الواسع أصبح مقياسا لقدرة الماكينة الإعلامية السعودية بوعيها ورزانتها وتطورها وقدرتها على التواصل بحكمة وهدوء مع مختلف المواقف وتحويل الازمات الى محطات تواصل ايجابي قابلة للحل، وسحب فتيلها واطفاء نارها .. وتلك ميزة العنزي عن غيره. تحية لهذا الشاب المسكون بعشق وطنه وقيادته وعمله لخدمة الدبلوماسية السعودية عبر خطاب واداء إعلامي متوازن اصبح اليوم من أهم أدوات السياسة وأكثرها تأثيرا على ايدلوجيات وافكار الناس وسلوكهم ومواقفهم.