يسرا ابو عنيز تكتب: مزارعو الأردن بين المطرقة والسندان
يسرا ابوعنيز – مع توقف الحكومات الأردنية، عن دعم القطاع الزراعي في المملكة،والتي يرى البعض انها كانت استحقاق من استحقاقات صندوق النقد الدولي، ومع زيادة الأزمات التي يمر بها هذا القطاع، ومر بها منذ نهاية القرن الماضي، وقع المواطن الأردني فريسة للديون المتراكمة عليه، والأزمات التي تحيط به.
ولعل ابرز هذه الأمور، والتي تدل على توقف الحكومة عن دعم هذا القطاع،الغاء مؤسسة التسويق الزراعي، وهي الجهة المعنية بتسويق الإنتاج الزراعي للمزارعين في المملكة،وتوقفها عن حماية المنتج الوطني من المنتجات الزراعية،وكذلك توقفها عن دعم مدخلات الإنتاج، وارتفاع اسعارها، وارتفاع اسعار مياه الري، في نهاية القرن الماضي.
كما اتضح الأمر ايضاً، بوقف الدعم لاعلاف للمواشي، وكذلك الأمور، الأمر الذي جعل كلف الانتاج ترتفع على المزارع، كالبذار، ومياه الري، كما أن اصحاب الأراضي الزراعية، والمزارع، والبيارات يواجهون مشكلة ايضاً في التسويق، مما رتب عليهم الديون، بل وملاحقة بعضهم من قبل المؤسسات الدائنة.
كل هذه الأمور جعلت الكثير من المزارعين، يلجأوون لتضمين اراضيهم،ووحداتهم الزراعية، للعمالة الوافدة، او للمقيمين في مناطق الأغوار، وذلك مقابل مبلغ مالي بسيط، غير أن بعضهم لا يزال مطالبا للجهات الأمنية،وللاخرين، نتيجة لتراكم
الديون عليهم، وبعضهم كان السجن هو مصيرهم.
وبذلك فإن المزارع الأردني، تحول ومع مرور الزمن من جهة انتاجية، ومن ذوي الدخول المرتفعة، الى جهة ترضخ للديون المتراكمة، ومن المواطنين محدودي الدخل، ولتتحول مزارعهم، واراضيهم الزراعية مقابر لبعضهم.
كما أن المواسم الزراعية السيئة،نتيجة للظروف الجوية كالصقيع، والثلوج، والقيام،الحقت الضرر بهذا القطاع الحيوي، حيث أن التعويضات التي يتم صرفها، لا تكاد تكفي لسد بعض الخسائر، لتتحول بذلك مناطق الأغوار في المملكة، من سلة الغذاء الى مناطق منكوبة.
وقد ساهم اغلاق الأسواق العربية المجاورة، نتيجة للاوضاع السياسية السائدة في هذه الدول،وكذلك السماح باستيراد بعض المنتجات الزراعية من الدول المجاورة، بتفاقم الوضع لدى المزارع الأردني، وضرب الإنتاج الزراعي الوطني، الأمر الذي جعل الكثير من المزارعين يلقون بانتاجهم الزراعي في الشارع، رغم خسارتهم الفادحة.
لذا فإن الحكومة الأردنية، مطالبة بدعم المزارع الأردني، وكذلك مربو الماشية، من خلال توفير مدخلات الإنتاج الزراعي للمزارعين من جديد، وتخفيف الضرائب عليها، ودعم الاعلاف، ومياه الري، والبذار، لنعيد للمزارع الأردني مجده الذي ضاع، ولتعود مناطق الأغوار سلة الغذاء من جديد، فهل تفعلها الحكومة الأردنية؟.