“لسة مفطرتش”.. حكاية جملة أنهت حياة شاب بطعنة قاتلة أمام والده بالجيزة

كعادته كل صباح، خرج “أ” من منزله رفقة والده قاصديْن محل عملهما على عربة فول بشارع مراد على بعد أمتار من ميدان الجيزة، بحثا عن رزق حلال يمنحهما القدرة على توفير طلبات الأسرة، لكن أمرا جديد طرأ على السيناريو اليومي انتهى بمشهد مأساوي شهد فيه الأب مقتل فلذة كبده أمام عينه.

صباح أمس الأحد، وصل صاحب الـ20 ربيعا ميدان الجيزة، انطلق ووالده إلى كشك صغير بشارع متفرع من شارع مراد، همَّ لإعداد مشتملات عربة الفول في يوم عمل جديد.

لم تمر فترة طويلة على بدء العمل على تلك العربة حتى فوجئ “أ” بعامل المقهى المواجه له، يبلغ من العمر 25 سنة، أحضر له كوبا من الشاي فأخبره البائع بعدم رغبته في تناولها آنذاك: “مطلبتش حاجة.. لسه مفطرتش.. ومش هشرب بمزاجك”.

احتدم النقاش سريعا بين الشابين، تمسك القهوجي بترك الكوب أمام بائع الفول “أنا مش شغال عندك.. الكوباية قدامك” ليتراشق الاثنان بالألفاظ، وتأخذ الأمور منعطفا جديدا ذا طابع دموي مع تدخل صديق عامل المقهى؛ إذ أمسك القهوجي بسكين وغرزه في قلب الشاب وسط ذهول الجميع.

وعمد صديق القهوجي إلى منع اقتراب أحد لمساعدة ابن الـ20 سنة المُلقى على الأرض بينما تسيل منه الدماء، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في غضون دقائق.

وفي قسم شرطة الجيزة المطل على كورنيش النيل بشارع البحر الأعظم، كان العقيد محمد سلامة، مأمور القسم، يتفقد سير العمل والتأكد من حسن معاملة المواطنين، فتلقى إشارة من الخدمات الأمنية بميدان الجيزة بوقوع مشاجرة ووجود قتيل.

دقائق معدودة وصلت خلالها قوة مسرح الجريمة، عُثر على جثة “أ” 20 سنة، مسجاة على الأرض إثر إصابته بطعنة نافذة في القلب، ويجلس بجواره والده لا تفارق عيناه الجثمان في محاولة لاستيعاب الحدث الجلل مرددا عبارة واحدة “ابني ضاع مني”.

جهود البحث والتحري التي قادها الرائد عمرو فاروق، رئيس مباحث الجيزة، توصلت إلى تورط قهوجي “م” 25 سنة، وصديقه “23 سنة”، وأنهما لاذا بالهرب بعد ارتكاب الجريمة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى