شكرا أخوتنا في الكويت ” معان لينا وحقك علينا “
كتب ماجد القرعان
من المتفق عليه رسميا وشعبيا ان غالبية الحكومات الاردنية التي تعاقبت على ادارة شؤون الدولة الاردنية أنها وبالرغم من ان كتب التكليف الملكية لجميع الحكومات كانت تؤكد على حسن توزيع المكتسبات الوطنية فقد أهملت عن قصد وغير قصد الأهتمام بتنمية الأطراف واخص هنا المحافظات الجنوبية التي ما زالت غالبية مدنها وقراها تئن تحت وطأة الفقر والبطالة .
معان والطفيلة والكرك معاقل رجالات الثورة العربية الكبرى ” حراس الوطن ” دفع أهلها ثمنا باهظا لهذا التهميش ورحم الله الملك الحسين الذي كان يتدخل شخصيا في محاولة لاحداث تنمية حقيقية تجعل منها بؤر عمل وانتاج وكذلك الأمر بالنسبة لجلالة الملك عبد الله الثاني حيث يتصدر اهتماماته تنمية الأطراف باستغلال مكنوز الاردن من الموارد الطبيعية التي يزخر بها .
قبل ايام تم خلال مؤتمر صحفي عقده سمو الشيخ مشعل الجراح الصباح الاعلان عن أضخم استثمار كويتي في الأردن الذي قدرت كلفته بنحو ( 8 مليارات دولار ) لتنفيذ مشروعين في محافظة معان يتمثل الأول بانشاء مصفاة بترول بقدرة تكريرية تبلغ 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام لغايات التصدير والثاني مجمع بتروكيماويات.
الملفت خلال المؤتمر الصحفي أن من بين الحضور من طرح اسئلة عن قصد أو غير قصد هدفها التشكيك بهذا الاستثمار الذي ان تحقق سينعش محافظة معان على وجه الخصوص وكافة محافظات الجنوب .
والملفت ايضا ان تبع ذلك حملة اعلامية محمومة ” واضح انها مأجورة ” تُشكك بالاستثمار وصاحبه ما يؤكد من جديد أننا في الاردن في حرب ضروس مع اعداءه في الداخل والخارج للخروج من الأزمات التي فرضتها الصراعات الأقليمية وفشل العديد من المسؤولين الذين تولوا ادارة شؤون الدولة .
خلال حديثه في المؤتمر حرص ” الصباح” ان يكون واضحا وشفافا في عرضه لآلية تنفيذ المشروعين وكذلك في اجاباته على اسئلة الصحفيين لكن المؤكد ان تنفيذ هذا الاستثمار في محافظة معان تحديدا قد حصل على مباركة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني ويحظى بدعم مباشر من شقيقه سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح .
المستثمر الشيخ الصباح أكد في حديثه حصوله على الموافقة المبدئية من قبل وزارة الطاقة والثروة المعدنية وما زال هناك خطوات أخرى يجري العمل عليها وقدر ان يتم انجاز المشروعين في موعد اقصاه عام 2024 ليوفر الآف فرص العمل ولتصبح معان على غرار مدينة الاحمدي النفطية في الكويت .
وزاد مبينا بأنه سيتم استخدام افضل التقنيات التكنولوجية في انشاء المصفاة الى جانب انشاء معهد تدريبي في معان لتدريب الشباب على الصناعات النفطية والصناعات التحويلية وان التدريب سيبدأ بالتوازي مع مراحل انشاء المصفاة التي سيتم انشاؤها بخبرات كويتية واردنية وامريكية مشددا بأن لا علاقة للسياسات بين الحكومات في تنفيذ هذا الاستثمار الذي سيحرك كافة القطاعات ومن ضمن ذلك قطاع المقاولات في الاردن .
خلاصة القول أن اختيار المستثمر الكويتي للاردن الذي يتسم بالأمن والأمان ويتبع سياسات معتدلة ومكانته الدولية للاستثمار فيه ليس بجديد وهو اضافة لحجم استثمارات كويتية قائمة تكاد تكون الأعلى بين الدول حيث يتجاوز حجمها 18 مليار دولار في القطاعات المالية والعقارية والصناعية والتعدينية .
كما أن اختيار معان له مبرراته ودوافعه من جهة صاحب القرار الأول في الاردن جلالة الملك عبد الله الثاني وكذلك الجهة المستثمرة لقرب معان من ميناء العقبة وتوفر القوى العاملة وثقتها بأهل معان بأنهم سيكونون خير عون لنجاح المشروعين واللذان فيهما كل الخير لهم ولكل ابناء الوطن .
” معان لينا وحقك علينا ” حين يعم الخير معان الشهامة والرجولة فهو بالتأكيد سيعم كل ارجاء الوطن أما الشقيقة الكويت قيادة وشعبا فما عرفنا عنكم الا كل الخير من دون منة ومواقفكم السابقة واللاحقة تشهد على انكم السند الحقيقي لأخوتكم الاردنيين والله من وراء القصد .