سامية مراشدةتكتب : منين نجيب ؟

هبت حالة فزع يوم من الأيام بإحدى الأسواق الشعبيه في مدينة اربد ، ولأكون اكثر شرحاً وتفصيلاً أمام المسجد القديم او ما يعرف عنها * الحسبة* وطبعاً الجميع يدرك ما قيمة تلك الحسبة وحجم الخضروات المعروضة بكل اصنافها وبأسعارها المقبوله جداً لأي مواطن في تلك المنطقة وبعدد التجار الموجودين فيها ، وفي ذات يوم أتى مسرعا أحد الشباب وهو من شغيلة أحدى المحلات ليصيح بصوته العالي * البلدية اجت البلدية أجت* وفي غضوت دقائق وكان الساحة والشارع المتوسط تلك المنطقة خالي من أي عربة كانت ، وبسرعة لا تتجاوز دقائق كل بائع اخذ بسطته لأي زاوية في المدينة ليتدارك خسارته بأخذ بضاعته وليتوارى عن اعين البلديه ، وبعد ساعة من ذهاب البلدية ومرافقينها من قوات امنية وليعود الوضع كما كان ، هذا الحال يحصل تقريبا ً شبه يومياً ، وبالتنسيق التجار مع بعضهم بلغة واساليب يعرفونها جيدا يضع أحد الأشخاص مراقب ويعلم متى حضور موظفين البلدية حتى بالتحديد بالاسم يعرفونه ، ويستمر المشهد هذا كل يوم على حالة فزع وعلى هذا الموال وطبعاً لابد بأن يقع أحدهم ضحية ويخسر وتذهب بضاعته التي انتظر ايام وايام ليجمع ارباحه ليمليء عربته بالخضروات ليتاجر بها ولأجل ليعيش بكرامة .

من هي المدينة الفاضلة التي تخلوا من بائعين المتجولين؟ ومن هي المدينة العريقة التي تأخذ ملامحها إلا من أهلها وأسواقها ومطاعمها والحياة العامة فيها؟ ، أي مدينة فاضله لا يخلوا فيها بائع الحلوة المتجول الذي يبيع الدحدح وشعر البنات وبائع عصير البرتقال والرمان ؟ .

أحزننا يأس ذلك الشاب الذي أنتحر بسبب خسراته المتكرره التي لم يعرف الإحباط في الاولى والثانية …إلا الأخيرة وكان اليأس سيطر على واقع حياته ، عندما يقول ما ضل بالجيبه قرش .

أي مدينة فاضلة نحن نعيش فيها ونحن نتحمل رداءة القرارات بحجة التنظيم وهي أصلا خالية من التنظيم وخاصة الشوارع الضيقة والمحفرة والمحلات التجارية والاسواق الغير منظمة ، مدينتا الفاضلة ليست لها عيوب ابدا الا ذلك التاجر المتجول وصاحب البسطة الذي اساء لمنظر المدينة ، وبالذات الذي اساء لشارع الذي يسمى *العروس *.

يألمنا حيمنا يذكر عنصر الشباب في كل ندوات الحكومية وجعلهم يتجهون الى الريادة ، وبالمقابل يحارب بلقمة عيشه الكريمة ولأن يبتعد عن السرقة والأعمال الغير أخلاقية التي فعلا هي التي تسيء لهذه للمدينة الفاضلة . مع كل الاحترام

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى