الأمسية السابعة من البرنامج في موسمه التاسع “شاعر المليون” .. رسائل شعرية تعكس الوعي بالقضايا الوطنية والإنسانية
الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، في 5 فبراير 2020: انطلقت مساء أمس الثلاثاء، الأمسية السابعة من برنامج “شاعر المليون” في موسمه التاسع، وذلك بحضور سعادة سلطان صالح أحمد الباكري، نائب السفير في سفارة الجمهورية اليمنية في أبوظبي، والسيد عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والسادة أعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج. وقد تم بثُّ الأمسية في الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة والإمارات.
أبوظبي قِبلة المحبين
استُهلت مجريات الحلقة السابعة المباشرة من برنامج “شاعر الميون”، مع إطلالة مقدمي البرنامج الإعلاميين أسمهان النقبي وحسين العامري، وإنشاد الأبيات الترحيبية من أغنية “العاصمة” للفنان حسين الجسمي، وكلمات جابر سيف القبيسي:
“أبوظبي قبلة لكل المحبين واللي زارها ترضف عليه بدسمها
لي عاش فيها عاش عيشة سلاطين وحتى البعيد تمد له من كرمها”
تلا ذلك الترحيب بأعضاء لجنة تحكيم البرنامج المؤلفة من الأستاذ الباحث والروائي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد، وأعضاء اللجنة الاستشارية، الشاعر بدر صفوق والشاعر تركي المريخي. ثم عُرضت مقتطفات من الأمسية السابقة التي شهدت تأهل كل من زايد عايض الرويس بنتيجة 48/50، وحمود خلف القحطاني بنتيجة 47/50 بقرار لجنة التحكيم. تلاها الإعلان عن نتائج تصويت الجمهور طوال الأسبوع الماضي، من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون، حيث تأهل عبد العزيز العبلان الديحاني بنتيجة 70%، وسعيد جار الله المنصوري 66%، بينما تساوى تركي الحويدر السهلي وفهد القرين البدري بنتيجة47%.
وضمن منافسات الأمسية السابعة من برنامج “شاعر المليون” الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي، تألق الشعراء برزان السحيم الشمري من العراق، وحمد المويزري الرشيدي من الكويت، وعبد الله مبارك الحمومي من اليمن، وميثا الغافري من سلطنة عُمان، ومطرب بن دحيم العتيبي، ونبيل بن عاجان من السعودية، حيث تنافسوا في تقديم روائعهم الشعرية أمام أعضاء لجنة التحكيم.
أوجاع العراق وشجن حبّ الأخت مصادر إلهام القصائد
كانت الإطلالة الأولى للمتسابق برزان السحيم الشمري من العراق، مع قصيدة أطلقت أبياتها صرخةَ اعتراض على التفرقة والفتن التي يرعاها أعداء العراق، فسمى فيها الأشياء بأسمائها، ناسباً للعراق قيم الثبات والصمود بجميع فئات شعبه، وشرائح مجتمعه وتماسك جبهته الداخلية في وجه المعتدي الغاشم، ومبشراً بالثورة واسترداد حقوق وطن وشعب عظيمين، والتي أثنى أعضاء لجنة التحكيم على جمال موضوعها وصراحة شاعرها بعيداً عن الترميز والتعمية، بينما اعتبر الأستاذ سلطان العميمي أنها تعكس تطوراً شعرياً راقياً في قدرة الشاعر على الإثراء، وتلقي الضوء على وجع العراق، حيث يأتي النص الشعري محملاً بالرموز التاريخية والدينية والوطنية، متماسكاً في بنائه من حيث التصوير الشعري والخيال والوضوح والوعي.
وجاء المتسابق الثاني الشاعر حمد المويزري الرشيدي من الكويت، مع قصيدته التي وصف من خلالها العلاقة بالأخت، وتعداد صفات الرجولة والشهامة والنبل في التعامل معها، حيث اعتبر أعضاء لجنة التحكيم أن القصيدة متماسكة في بنائها وتسلسل أفكارها، ومتميزة بالتصوير الشعري الجميل، مع حضور واضح لدلالة النور التي أثرت تطور النص الشعري تخليداً للأخت وحقوقها. بينما اعتبر الدكتور غسان الحسن أنها قصيدة لا يقولها ولا يشعر بها إلا من استشعر وجود البنت في الأسرة، وأدرك كيف يعطيها حقها لتكون بؤرة الأسرة في ما تشيعه من حب، بأوصاف لا يمكن أن تكون إلا في الأنثى الأخت، في قصيدة رائعة الجمال.
تعداد لأمجاد العرب ووصف ملحمي لمسابقة “شاعر المليون”
ثالث نجوم الأمسية، كان عبد الله مبارك الحمومي من اليمن، في قصيدة تصف مشاركة الشاعر ضمن مواسم متلاحقة لمسابقة “شاعر المليون”، في ترميز لمنافسة الشعراء وكأنها الحرب التي يخوضها المتسابق بأخلاق أهل اليمن، وعزم الرجال وتفاخرهم في خوض معارك الشرف والبطولة والعز، دفاعاً عن الأرض والعرض. وقد اعتبر أعضاء لجنة التحكيم أن الشاعر لم يوفق في الربط بين اشتراكه في مسابقة “شاعر المليون” وخوضه المعركة، مع ما سجلوه له من إلقاء ناري وحضور مسرحي حماسي جميل، وموضوع حافل بالتصاوير الشعرية في أجواء لغة الحرب وحضور مشرق للأنثى، إذ اعتبرها الدكتور غسان الحسن قصيدة جميلة بما فيها من ألوان المعارك لا في وصف خوض المسابقات، قائلاً: “طريقة طرح الموضوع غير مناسبة تبعاً لمقولة لكل مقام مقال”، مبدياً إعجابه بأبيات المطلع التي وجدها في منتهى الجمال والتوازن.
وقدّم المتسابق الرابع مطرب بن دحيم العتيبي من المملكة العربية السعودية، قصيدته الناضجة التي تفوح بعبق التاريخ، إهداءً إلى الإرث التاريخي لأمة العرب وأمجادها طوال 1400 سنة، والتي رأت فيها لجنة التحكيم القصيدة المثقفة التي يستعرض الشاعر من خلالها التفاصيل التاريخية، والجغرافية والزمان والمكان بشاعرية واضحة لشاعر محترف، مع الإشارات الدالة على معرفة تخصصية في النحو واللغة، والافتخار والوعي والفكر الرفيع المستوى، بلغة تصور تاريخ الأمة العربية ومجدها الحضاري في المعارف والعلوم والآداب، في توظيف جميل بعيد عن جلد الذات، مع تركيز على الجانب المشرق، وتناولٍ بوعي وفكر نادر.
أبيات تمهيدية تحتفي بقيم التسامح ولوحة من التراث الحضرمي اليمني العريق
وكانت الأمسية السابعة من أمسيات برنامج “شاعر المليون”، قد تضمنت قصائد التسامح التي رددها الشعراء الستة، خلال دخولهم إلى مسرح شاطئ الراحة قبل إلقائهم القصائد المشاركة في المسابقة. كما تميزت الأمسية بالأداء الراقي والغناء والرقص الفولكلوري للفنان هشام محروس، برفقة فرقة حضرموت للفنون الشعبية التي عرضت باقة فنية من التراث اليمني الأصيل.
دعوات لوحدة الأمة وتخليد الأم وتضحياتها
وجاءت المتسابقة الخامسة الشاعرة ميثا الغافري من سلطنة عُمان، مع قصيدتها التي اتخذت لها من وصف الأم ومكانتها في الأسرة موضوعاً وفكرةً، وجسدت مكانة الأم بغاية الذكاء، وعطاء الأم ودورها في بناء الأسرة وحبها لأبنائها وزوجها وتضحياتها، حيث جسدت الأم صورة الأم على شكل شجرة، ثم أنسنتها لتصبح كائناً حياً، متضمنةً رمزيات الأم والشجرة والماء. وقد أبدى الأستاذ حمد السعيد إعجابه بحضور الشاعرة وقصيدتها وموضوعها الذي يجسّد جميع الأمهات، ويصوّر شموخ المرأة وتفاني الأم في تربيتها لأبنائها، وغرسها للمبادئ والمفاهيم الإسلامية في قلوبهم وعقولهم. كما رأى الدكتور غسان الحسن أنّ النص جميل بأسلوب السرد القصصي والانتقال الذكي بين الأساليب المناسبة للطرح الشعري من الفعلية والإسمية إلى الفعل والنتيجة، بينما أشاد الأستاذ سلطان العميمي بجماليات القصيدة والمواضيع الإنسانية الدالة على الوعي، والتي تطرق لها شعراء الموسم التاسع من المسابقة في موضوعات الأم والبنت والأخت.
أما المتسابق السادس نبيل بن عاجان من السعودية، فقد تفرد بقصيدته الوطنية وطرحه الواعي لموضوع وحدة أبناء المملكة العربية السعودية، وأبناء الأمة الإسلامية عامةً، ودعوته للم الشمل، والتي اعتبرتها اللجنة قصيدةً واعيةً ورائدة في تفردها وإرشادها القوم إلى المكان والموقف السليم والصحيح، مع إشادتها بحضور المكان الواضح للإحساء (الحسا) ونخيلها وعيونها، ولهوية القصيدة وتضمينها رسالة داعية لنبذ الخلاف المذهبي الذي من المفترض ألا يكون بين المسلمين.
تأهل مستحق لشاعرين من السعودية والعراق
وفي ختام الأمسية كان الإعلان عن نتائج تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة وقرار لجنة التحكيم، حيث توزعت نتائج تصويت جمهور المسرح كالتالي: برزان السحيم الشمري بنسبة 9%، وحمد المويزري الرشيدي بنسبة 8%، وعبد الله مبارك الحمومي بنسبة 44%، وميثا الغافري بنسبة 29%، ومطرب بن دحيم العتيبي بنسبة 8%، ونبيل بن عاجان بنسبة 3%، بينما تأهل بنتيجة قرار لجنة التحكيم كل من برزان السحيم الشمري بنتيجة 47/50، ومطرب بن دحيم العتيبي بنتيجة 47/50، فيما جاءت نتائج بقية الشعراء الذين يخضعون لتصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون طوال أسبوع كامل كالتالي: حمد المويزري الرشيدي بنتيجة 46/50، ميثا الغافري بنتيجة 46/50، نبيل بن عاجان بنتيجة 43/50، وعبد الله مبارك الحمومي بنتيجة 41/50.
وتم الإعلان عن شعراء الأمسية الثامنة والأخيرة في المرحلة الأولى، والذين سيتنافسون للتأهل للمرحلة الثانية يوم الثلاثاء 11 فبراير القادم، وهم: سلطان بن معتب الدوسري ومحمد البندر المطيري ومحمد الحمادي العتيبي من السعودية، وعامر بن فواز العجمي من الكويت، وعبد الله بن فهم من الإمارات، ومحمد حمدان العنزي من الأردن.