يسرا ابوعنيز تكتب: لا تقطع الكهرباء عني
يسرا ابوعنيز – محزن ذلك الوضع، والذي وصل إليه بعض الأشخاص ممن لا يستطيعون تسديد الالتزامات المترتبة عليهم، سواء من ذوي الدخول المتدنية،او المتوسطة، وممن لا يوجد لديهم اي دخل شهري، الا ما تجود عليهم به صناديق المعونة الوطنية، والمساعدات من اهل الخير.
” لا تقطع الكهرباء عني، عندي انسولين لطفل صغير في الثلاجة ” عبارة كتبها مواطن على اللوحة الخاصة بعداد الكهرباء، طالبا من جابي الكهرباء، او الفرق الفنية في شركة الكهرباء بعدم قطع التيار الكهربائي لوجود مادة الانسولين في الثلاجة، وهذا الانسولين لطفل صغير.
هذا المواطن والذي كتب هذه العبارة، وقع باسم مواطن مسخم، ولا اعرف هل نسي، او تعمد النسيان ان معظم ابناء الوطن هم من المسخمين، ولا يستطيعون دفع فواتيرهم للجهات ذات العلاقة، مع اختلاف الظروف لكل شخص.
كما أن هذه العبارة، قد يكتبها او يخفيها ابن عمان العاصمة، كما هو الحال بالنسبة لابناء الجنوب، لأن الفقر لا يعرف الجغرافيا ولا التاريخ، كما أن هذا الحال يعاني منه الكثير من المواطنين، والحالة تزداد سواء في المدن، او في القرى.
وهذه العبارة المكتوبة على اللوحة الخاصة بعداد الكهرباء،لامست مشاعرنا لكون الموضوع ذو بعد انساني، قبل أن يكون اجتماعيا واقتصاديا،وما موجة السخط من قبل المواطنين نتيجة لارتفاع فواتير الكهرباء، الا دليل واضح على ان هناك خلل واضح في الفواتير، ووجع لدى المواطن من الحال الذي وصل إليه.
كما أن هذا المواطن، والذي كتب هذه العبارة، دق ناقوس الخطر حول ما يعاني المواطن من ضيق الحال، فالبرغم من وجود حالة لطفل صغير يعاني من مرض السكري، ويحتاج لابر الانسولين، الا أن هناك حالة فقر ايضاً تعاني منها اسرته، الأمر الذي جعلها لا تستطيع دفع فواتير الكهرباء، مما هدد هذه الأسرة بفصل التيار الكهربائي عنها.
ومثل هذا المواطن، كثير من المواطنين، والذين لدى كل واحد منهم قصة شبيهة، وقد تكون اكثر الما، وتوجع القلوب ايضاً، كما هي حكاية هذا المواطن المسخم،لعدم تمكنهم من توفير ما تحتاجه عائلاتهم، ولا حتى توفير الحياة الكريمة لهم، او توفير العلاج اللازم من مرض معين، او لا يستطيعون تسديد ديونهم.
لا تقطع الكهرباء عني، عبارة كتبها هذا المواطن، ونكتبها من خلال هذه الصفحات، لنوفر الحماية،والرعاية الإجتماعية،والصحية،والحياة الكريمة للمحتاجين، ولكل الاسر الفقيرة من ابناء الأردن، وذلك على امتداد مساحته