هذه هي صفقة القرن للحل النهائي
عبدالحميد الهمشري – بصفقة القرن الترامبية تم الإعلان عن وفاة أوسلو أو أية حلول تفاوضية افتراضية أخرى ، فأوسلو كانت السنارة التي جرى اصطياد الفلسطينيين بها ، والطعم الذي قاد لقرارات عملياتية صهيونية تصفوية للقضية الفلسطينية أوصلت لصفقة ترامب الشاطبة للحقوق الفلسطينية ، فهي لن تقدم شيئاً للفلسطينيين ، بل ترمي بشباكها لدول في المنطقة على أمل تصفيتها ، فترامب أعاد الصراع لأبجدياته الأولى وهو الآن يرمي بسنارته لفتنة عربية داخلية ، تعيد المنطقة العربية لحالة الفقر والتخلف التي كان يرزح تحت وطأتها بعد الحرب العالمية الأولى ، فكلما أشاد العرب بنياناً هدموه باختيارهم إرضاء لسالبي نعمتهم .
الوضع العربي هذا ، أثقل كاهل الحالة الفلسطينية الراهنة وأثخنها بالجراح، وما أسعف هذه الحالة أن لديها إلماماً بنقاط القوة والضعف لدى العدو ، إلى جانب تحليها بالذكاء وبالتكيف مع المرحلة بما يخدم قضايا الأمة والشعب الفلسطيني ، اكتسبتها على مدى أكثر من مائة عام من الصراع، وهذا الوضع فرض عليه أي الشعب الفلسطيني أن يبقى متمسكاً بحقوقه وبأماكن تواجده في فلسطين التاريخية ، وفي ذات الوقت تطوير أليات نضالاته ، وأن يعتني ببناء قدراته ، فلدى الفلسطينيين في ظل الفوضى التي تتحكم في آلياتها أمريكا والصهيونية في فلسطين أوراقاً قوية تتمثل في عدالة قضيتهم والتفاف الشعوب الخيرة في العالمين العربي والإسلامي ودول العالم إلى جانب قضيتهم العادلة. فما يجري من تسلط ترامبي نتنياهوي يظهر بوضوح أن الشعب الفلسطيني لا زال ممسكاً بقواعد اللعبة جيداً جعلته هادماً للطموحات الصهيونية على ذات الأرض وفي الجغرافيا الممتدة عبر كل فلسطين ، فلا تكاد بقعة على الأرض الفلسطينية تخلو من مواطن فلسطيني ، ما جعل الحد الأدنى من الشرعية للكيان الصهيوني الغاصب غير متوافرة وكل مخططاته تذهب أدراج الرياح ، وهذا يدلل على تخبط وحنق وحمق السياسة الصهيو أمريكية التي تمثلت في صفقة ترامب الذي أعلنها مرغماً منساقاً خلف إرادة اليمين الصهيوني ممثلاً بنتنياهو اللذين يعانيان مما يلحق بهما من مطاردة جراء الفساد في قيادتيهما ، وهذا يدلل على سقوطهما في صفقة لا معنى لها لتلقيها معارضة دولية عربية إسلامية ، الفضل فيها يعود للإرادة الشعبية الفلسطينية التي قناتها لا تلين ولا تعرف لليأس والقنوط سبيلاً.. فالفلسطينيون يعون جيداً أنهم في الزمن العربي الرديء .. زمن التردد والخشية من ردة فعل أعداء الأمة من فرنجة ويهود وماسونيين .. إلا أن الفلسطيني الذي اكتوى بظلم نيران أعداء الأمة وآخرين من دونهم لا يعلمونهم بل الله يعلمهم ، فإنه وفي سبيل مجابهة صفقة القرن الترامبية ، يضع ومؤازروه من العرب والقوى الخيرة في العالم صفقته للحل النهائي متمسكاً فيها ببنود الميثاق الوطني الفلسطيني الصادر قبل حرب حزيران 1967 م والتي ستبقى أمانة في أعناق الأجيال اللاحقة لتنفيذها ، والمدرجة تالياً :
1 – لا قسمة لفلسطين التاريخية ولا دولة لليهود في فلسطين ، بل دولة السلام العربية ، فمن يرغب من اليهود العيش فيها كمواطن يرحب به ، ومن لا يرغب تسهل هجرته إلى حيث يريد..
2 – عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
3 – القدس عاصمة فلسطين التاريخية.
4- إعادة الأحياء والبلدات والقرى الفلسطينية والتي دمجت بما يسمى بالقدس الغربية إلى أصحابها الفلسطينيين والتي هجروا منها بالإرهاب الصهيوني وأهم هذه الأحياء والقرى : القطمون ، عين كارم ، الطالبية ، الحي اليوناني، حي الألمانية، التكفورية، الوعرية، البقعة الفوقا، البقعة التحتا، الدجانية، النمامرة . مأمن الله ، الراتسبون ، الثوري “أبو طور” ، الكتامون ، المالحة ، لفتا ، دير ياسين.
5 – تعويض الفلسطينيين والدول العربية المجاورة لها عما لحق بها وبشعبها من أذى وتحميل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مسؤولية ما حصل وتقديم الاعتذار الرسمي للفلسطينيين و للعرب عن ذلك