يسرا ابو عنيز تكتب : فندق للحجر الصحي

يسرا   ابو  عنيز  – تفاجأنا بقرار الحكومة ممثلة بوزير الصحة، الدكتور سعد جابر، وبتوجيهات من رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، باستئجار فندقا ليكون موقعا للحجر الصحي،للأشخاص القادمين من الدول التي انتشر فيها مرض كورونا، وذلك للتأكد من خلوهم من هذا الفيروس القاتل.

واستغربنا اكثر بهذا الاجراء، من قبل حكومتنا، لنجد ان الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها حول هذا الموضوع، ومنها على سبيل المثال، هل يعقل ان يتم استئجار فندقا، لوضع الأشخاص الذين يتم الحجر عليهم صحيا بسبب مرض الكورونا؟ ولماذا لم نستعد لهذا الأمر، لإستقبال هؤلاء الأشخاص في مستشفيات وزارة الصحة، او المستشفيات الخاصة، بما ان الحديث عن هذا المرض وسرعة انتشاره ليس بالامر الجديد؟ وهل كنا نعتقد اننا سنكون بعيدون عن هذا المرض، رغم أن الكثير من الدول في العالم قد وصلها، وفتك بمواطنيها؟.

اليست وزارة الصحة الأردنية، هي الجهة بهذا الأمر، وكانت تصدر تقاريرها اليوم حول عدد الحالات التي وضعت في الحجر الصحي، فلماذا لم تستعد جيدا، ولماذا لم تقوم بتجهيز احد مستشفياتها ليكون مكانا مناسبا للحجر الصحي، بدلا من استئجار فندقا، ودفع تكاليفه، وتجهيزه طبيا؟.

كل هذه الأسئلة تحتاج للاجابة، لأنها حتما ستدور في ذهن الكثير من المواطنين الأردنيين، اذا ما علمنا أنه وحتى كتابة هذه الكلمات ان عدد الأشخاص الذين ادخلوا للحجر الصحي، وغادروا المستشفى بعد انتهاء ال ١٤يوما،وثبوت عدم الاصابة بفيروس الكورونا ٢٠٠حالة.

كما تم ادخال ٢١حالة جديدة للحجر الصحي منذ يوم الجمعة الماضي، ليرتفع بذلك عدد الحالات الى ٣٦ حالة، وذلك بحسب تقارير وزارة الصحة الأردنية اليومية،كما يتم نقل المتواجدين في الحجر الصحي، في مستشفى الوبائيات _ ادارة  مستشفى البشير الى الفندق الذي تم استئجاره، ويتسع ل٧٥ شخصا.

اما الفندق الذي تم استئجاره، من قبل وزارة الصحة، ليكون موقعا مخصصا للحجر الصحي، فستكون تكلفة الاقامة فيه على نفقة الوزارة، حيث تم عزل الفندق طبيا بشكل كامل، ويتوفر فيه فريقا طبيا متكاملا، وذلك لمتابعة الوضع الصحي للحالات الخاضعة للحجر الصحي.

الحكومة الأردنية، وللوقاية من فيروس كورونا، ولمنع دخوله للمملكة، تقوم بتحويل اي من المواطنين الأردنيين القادمين من دول الصين، وكوريا الجنوبية، وايران، وايطاليا الى فندق الحجر الصحي، حتى يتم التأكد من خلوهم من هذا الفيروس الخطير.

كل هذه الأمور واجبه، وجيده للوقاية من هذا الفيروس القاتل، ولمنع دخوله للمملكة، ولكن يبقى على الحكومة ان تكون مستعدة لهذا الأمر في مستشفياتها، ومراكزها الصحية ليس بتوفير الكمامات في السوق فحسب، بل بتجهيزها بكل ما يلزم من حجر صحي، وادوية وكمامات، وليس استئجار اماكن اخرى لغايات الحجر الصحي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى